عبير حجازى تكتب: كان عندك حق

عبير حجازى تكتب: كان عندك حق


الخميس، 2 ديسمبر 2010 - 00:49
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أولا أتقدم بخالص الاعتذار لجميع القراء وأبدى أشد الندم على أنى أمسكت قلمى يوما وكتبت دعوة للمشاركة فى الانتخابات، ففى مقال سابق لى بعنوان معا ضد التزوير تقدمت بدعوة القراء للذهاب إلى صناديق الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم على اعتبار أن صوتنا أمانة وأنه شهادة حق نسأل عنها أمام الله يوم القيامة، واعتبرت أن من يتخلف عن الإدلاء بصوته شخص يتصف بالسلبية وليس لديه روح المبادأة، وأيدنى فى ذلك الكثيرون وأكدوا على رغبتهم فى الذهاب والمشاركة فى عملية الانتخاب وكلهم حماس وأمل فى اختيار الأفضل فى التعبير عن رأيهم فى قول كلمتهم فى التمسك بحقوقهم فى نصرة من يرونه الأقدر والأصلح على تمثيلهم.

حتى كان يوم الانتخاب تلك المسرحية الهزلية التى تم عرضها على شاشات الفضائيات العربية والأجنبية مسرحية سخيفة راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى ولكن الضحية الأولى لها كانت كرامة المواطن المصرى.

كرامة المواطن التى لم يعد يمتلك من حطام الدنيا غيرها ضاعت هى الأخرى عندما استيقظ من نومه وكله أمل بعد حلم وردى قضاه طول الليل وهو يحلم بالذهاب لصناديق الاقتراع للإدلاء بشهادة حق سيسأل عنها يوم القيامة وينزل من بيته وكله تفاؤل فى عملية منظمة ومعاملة آدمية ثم يفاجأ بمنتهى الفوضى بمجموعة من بلطجية المرشح (س) أو (ص) يلقون على مسامعه بأقذر الألفاظ ومنهم من يمنعه من الدخول للجان ومنهم من يرهبه بأحد الأسلحة البيضاء أو أى كان لونها ويقصيه بعيدا عن مقر اللجنه فيعود إلى بيته يجر أذيال اليأس وأذيال الخيبة معا فمن لم يقل لمرشحهم أه قال أااااااااااااااااه والمعنى مفهوم ومنهم من تعرض للإصابة ومن لم يصب فى جسده أصيبت كرامته ونزفت حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

ودون الخوض فى تفاصيل يعرفها الجميع تفاصيل فيلم من أردأ أفلام الأكشن عشناها جميعا يوم الأحد الماضى أردت أن أقول للدكتور محمد البرادعى كان عندك حق عندما طالبت بمقاطعة الإنتخابات وأنك على الرغم من كل ما قدم لك من اتهامات بأنك تشعل الفتنة أو أنك رميت الفتيل المشتعل وهربت ولم تواجه ولم تصمد حتى ترى نتيجة ما بدأته، وعلى الرغم من هزيمتك من أول جولة أمام الشائعات والانتقادات وما تم توجيهه لك من إساءة وادعاء بأنك صناعة أمريكية أو قطرية، وعلى الرغم من خروجك المبكر من الحلبة وانسحابك المفاجئ إلا أنك كنت محقا فيما رأيته أنت ولم نره نحن وعارضناك جميعا وسلطنا عليك أقلامنا كالسهام الموجهة ولكن الآن وبمنتهى الشجاعة نقر لك بأنك كنت على حق وكنا نحن غارقين فى أحلام وردية استيقظنا منها على أبشع كابوس فى يوم أتمنى أن يمحى من ذاكرتى فى أسرع وقت.