عبير حجازى تكتب: ممنوع على الفقراء

عبير حجازى تكتب: ممنوع على الفقراء



السبت، 25 ديسمبر 2010 - 01:33




صورة أرشيفية - فقراء




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




إذا كنت فقيراً أو من محدودى الدخل أو من الفئة الجديدة التى
استحدثت مؤخرا ألا وهم معدومو الدخل، إذا كنت عاطلاً أو تبحث عن عمل ولا
تجد، إذا كنت قد تقدمت فى العمر ولم تستطع الزواج، إذا كنت أبا ورب أسرة
ولديك من الأولاد ما لم تعد قادرا على الوفاء بأبسط احتياجاتهم، إذا كنت من
سكان العشوائيات أو من سكان المقطم أو العريش أو الإسكندرية، فلا بد أن
تتبع هذه التعليمات حتى تنجو بنفسك من الهلاك فهناك أشياء ممنوعة للفقراء
وعليك تجنبها.

أولا: إذا كنت فقيراً فلا يجب أن تمرض إلا من الساعة التاسعة صباحا وحتى
الواحدة ظهراً، لا قبل ذلك ولا بعد، لأنه ببساطة قد حدد الدكتور الجبلى
وزير الصحة أن تعمل المستشفيات بالمجان فى هذه الفترة، بينما بعد ذلك ستفتح
المستشفيات بأجر، وبما أنك فقير فلن تستطيع دفع الأجر ومن الأفضل ألا تمرض
أصلا لأنك لو ذهبت للمستشفى فى الفترات المسموح لك فيه بالعلاج مجانا فمن
المنطقى ألا تجد أى رعاية ولن تجد أى دواء وطبعا ستضطر لشراء الدواء من
الخارج، إذاً لتكن الوصية الأولى لا تمرض فإنه ممنوع على الفقراء فى مصر أن
يمرضوا.

ثانيا: إذا كنت فقيراً لا تتعلم لأنك لن تستطيع أن تدفع تكاليف التعليم من
دروس خصوصية وكتب خارجية ومصروفات مدرسية وطبعا لن تحصل على مجموع مرتفع،
وبالتالى لن تقدر على مصاريف التعليم الخاص إذاً فالوصية الثانية لا تتعلم.

ثالثا: لا تفكر فى الزواج أولا لأنك لن تقدر على توفير مسكن ملائم فى ظل
الإيجارات الجديدة ولن تقدر على الوفاء بمتطلبات عش الزوجية وحتى رسوم عقد
القران لن تستطيع دفعها، خاصة بعد ما ربط الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة
إجراءات إتمام الزواج بحصولك على الشهادة الصحية التى ستكلفك أنت وعروسك ما
يقرب من 160 جنيها وكما أنك لن تستطيع الإنفاق على أولاد قد يرزقك الله
بهم ولو فكرت فسوف تعاقبك الدكتورة وزيرة التضامن إذا ما أنجبت الطفل
الثالث، لذلك فالوصية الثالثة لا تتزوج.

رابعا: لا تأكل فلم يعد الأكل مضمونا فى هذه الأيام فربما تأكل رغيفا
مصنوعا من دقيق مسرطن أو تجد فيه من الحشرات ما هو موجود بالدقيق المدعم أو
أن يأتى حظك فى قطعة لحم مستوردة من الهند مثلا فتجد بها من الديدان ما
يمرضك وسبق أن اتفقنا ألا تمرض حتى وإن حصلت على أكل غير ضار كيف ستطهوه؟،
ألم تعلم أنك لن تصبح قادرا على شراء أسطوانة البوتجاز بعد ذلك لأنها ستصبح
باهظة الثمن إذاً فالنصيحة الرابعة لا تأكل.

خامسا: إذا كنت من سكان المقطم أو الدويقة لا تنم لأنك لو نمت فربما تسقط
عليك قطعة من الصخور وتقتلك وسيتهمك رئيس الحى وقتها أنك من أسقطها عمدا
إذاً لا تنم أما إذا كنت من سكان الإسكندرية أو العريش فيجب أن تنام بملابس
الخروج وبطاقتك فى جيبك حتى تستطيع الهرب من السيول ولا تتعطل فى البحث عن
شىء ولتكن النصيحة الخامسة لا تنم.

سادسا: لا تجهد نفسك فى البحث عن عمل لأنك لن تجد ولن تستطيع إيجاد الواسطة
وإن عملت فلن يكفيك الراتب الهزيل لتغطية مصاريف مواصلاتك ولن ينوبك إلا
البهدلة فى المواصلات العامة ولذلك يجب عليك أن تأخذها من قصيرها ولا تعمل.

سابعا: لا تخرج من بيتك حتى لا تلتهمك إحدى البالوعات المفتوحة أو تكون
ضحية جديدة من ضحايا الطرق التى باتت تحصد من الأرواح ما فاق ضحايا الحروب
وأيضا حتى لا تشاهد الأسعار المستفذة للسلع المختلفة ولا يصاب حذاؤك بمكروه
فلن تستطيع شراء غيره لذلك وفر حذاءك ولا تخرج.

ثامنا: إذا كنت من مرضى الضغط المرتفع أو السكر أو القلب فلا تقرأ الجرائد
اليومية حتى لا تصيبك التصريحات المستفزة للمسئولين بالذبحة الصدرية ولذلك
لا تقرأ.

تاسعا: لا تشاهد برامج التليفزيون ولا المسلسلات حتى لا تصاب بالزهايمر من
اختلاف ما يقال عن الواقع فتصاب بحالة من التشتت ولن تعد بعدها تعرف عن أى
دولة يتكلمون فربما تظن أنك تهت فى زمان غير زمانك أو بلد غير بلدك وطبعا
لن تجد كوبا من الشاى يسليك أثناء المشاهدة لأن كيلو السكر وصل سعره ثمانية
جنيهات ولذلك لا تشاهد التليفزيون.

عاشراً: بعد كل هذه الإحباطات والاكتئابات إياك أن تصاب بالاكتئاب أو
الجنون، لأن هناك أقوالا عن هدم مستشفى العباسية فلن تجد لنفسك مأوى إذا ما
هدموها ولتكن النصيحة الأخيرة لا تكتئب ولا تفقد عقلك فأنت بخير على أرض
بلدك الحبيبة مصر وهناك حزب يسهر على راحتك ويعمل من أجلك ومن أجل أولادك.