محمد الجندى يكتب: أبو الهول اتسرق!!!

محمد الجندى يكتب: أبو الهول اتسرق!!!



السبت، 1 يناير 2011 - 11:54




الأهرامات




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




بعد سرقة لوحة زهرة الخشخاش، وبعد سرقة منبر مسجد قاينباى والذى
يبلغ طوله تقريبا ثلاثة أمتار وارتفاعه خمسة أمتار، لا نستبعد أبدًا فى يوم
من الأيام أن يكون عنوان هذا المقال خبرًا فى إحدى الصحف أو وسائل الإعلام
بأن أبو الهول بالفعل قد تمت سرقته.

الغريب أن بعد كل حادث من هذا النوع يخرج علينا المسئولون من كل الجهات
محاولين إلقاء اللوم.. كل على الآخر بدلا من مواجهة المشكلة، فوزارة
الثقافة تلقى المسئولية على وزارة الأوقاف باعتبارها الجهة المسئولة عن
حراسة المساجد، وبدورها تلقى وزارة الأوقاف اللوم على غيرها.. وهكذا.

وإن كنت ألتمس العذر لتلك الجهات فيما تفعل فلا يوجد أصلا من تواجهه وتتحمل
المسئولية أمامه بعد أن أصبح أسمى أمنيات المواطن وشغله الشاغل أن يتغلب
على زحمة طوابير الخبز وأنابيب البوتاجاز وغلاء الأسعار بفضل سياسات
الحكومة والتى نجحت بجدارة فى ذلك.

والأغرب من ذلك كله أن يخرج منبر بهذا الطول والارتفاع من المسجد دون أن
يلاحظ ذلك أى رجل أمن!! أم أن رجال الأمن أدركوا أن وظيفتهم انحسرت فى ضرب
وسحل المواطنين فقط؟!.

ولا نستبعد أبدًا بعد كل ما يحدث أن تخرج علينا الأخبار معلنة سرقة أبو
الهول أو أحد الأهرامات، دون أن يحرك أحد ساكنًا، ولماذا أحد الأهرامات؟!
فقد يكون الخبر معلنًا سرقة الأهرامات الثلاثة دفعة واحدة توفيرا للجهد
والنفقات.

يبدو لنا أن حكومتنا الموقرة تريد أن تزيل من على عاتقنا حاجز الدهشة حين
سماع مثل هذه الأخبار، فبعد أن كنا نسمع عن سرقة قطع الآثار الصغيرة (ما قل
حجمه وكثر ثمنه) تطور الأمر إلى سرقة اللوحات من المتاحف ثم سرقة الآثار
الأكبر حجمًا مثل منبر مسجد قاينباى ( 3 X 5 أمتار) سعيًا منها بألا نصاب
بالدهشة حينما نسمع عن سرقة أهرامات الجيزة أو تمثال أبو الهول، بل أن
نحمد الله أنه لم يتم سرقة المسجد نفسه ونقله إلى جهة غير معلومة.
قد يكون السبب أن من يفعل ذلك لم يجد فى حاضرنا ما يمكن سرقته بعد أن تم
سرقة حاضرنا ومستقبلنا بالفعل، بل واستكثر علينا ماضينا فاتجه إلى سرقة
تاريخنا، حتى نصبح أمة بلا حاضر ولا مستقبل ولا حتى ماض.

- نوجه عناية حكومتنا إلى أن أى مواطن مهما كانت درجة تعليمه أو ثقافته
حينما تسأله عمن يملك الجرأة أن يفعل ذلك ويستطيع نقل أثر بهذا الحجم دون
أن يعترضه أحد تكون إجابته وبكل بساطه(اللى عمل كده أكيد إيده طايله) بمعنى
أبسط أنه شخص (مسنود) لا يجرؤ أحد على اعتراضه، فهل تدرك الحكومة ما أدركه
رجل الشارع البسيط؟!
- أخيرًا أقترح على حكومتنا الموقرة أن تشدد الحراسة على أهرامات الجيزة
وتمثال أبو الهول، وقلعة محمد على، حتى لا يأتى يوم تفاجئنا فيه بأن
التحقيقات جارية بشأن(قلعة محمد على) بعد أن تم سرقتها بطولها وعرضها.