- sha3er el3atfaمؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
- رقم العضوية : 1
الجنس :
عدد الرسائل : 28644
تاريخ الميلاد : 17/01/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : مطرب ومؤلف وملحن ومهندس كمبيوتر وممثل
نقودى : 142837
تاريخ التسجيل : 25/10/2007
لعبة شاعر العاطفة
شاعر العاطفة: 10000000
لعبة محمد السعيد: 1000000
وسام البحيرى يكتب: رفقا بنا أيتها الدوامة
الإثنين ديسمبر 27, 2010 8:23 pm
وسام البحيرى يكتب: رفقا بنا أيتها الدوامة
الإثنين، 27 ديسمبر 2010 - 13:51
Bookmark and Share Add to Google
حينما كنت صغيرا أردت أن أتعلم السباحة فى مياه نهر النيل، لكن فى كل مرة كنت أسمع عن أصدقاء أو أبناء جيران رحلوا غرقى فى مياه النيل، وكثيرا ما وقفت على شاطئ النهر وأتسائل لماذا لا أستطيع النزول لصفحة النهر وأخط عليها بأنامل أصابعى؟ ولماذا لم أتعلم السباحة حتى الآن؟
لم يكن النيل سبباً فى غرق من رحلوا فمنظره وهدوءه لا يوحيان بذلك، وإنما كانت الدوامات التى تملأ المنطقة القريبة من منزلى هى السبب فى ذلك، وكان من الصعب أن أذهب بعيداً فى منطقة خالية من الدوامات حتى أتعلم السباحة. وعلى الرغم من صغر هذه الدوامات مقارنة بأخرى تتميز بها البحار والمحيطات لكنها استطاعت أن تؤثر فى حياتنا.
لكن هناك دوامة أخطر من هذا النوع من الدوامات، إنها دوامة الحياة، وكلنا أخذتنا دوامة الحياة عن خط سيرنا الذى كنا نرسمه لأنفسنا يوما ما. منا من أراد أن يخترق عالم الفن فتوجه ناحية أخرى، ومنا من وجد فى نفسه بشائر مؤلف مسرحى أو كاتب قصة قصيرة أو رواية أوجد بذور شاعر فى نفسه وبدأت تظهر له يرقات إبداعه.
ومنا من بدأ يحرز أول أول ثانى حزام له فى رياضات فردية نبغ فيها مثل الكنغوفو أو الكاراتية أو الجودو لكننا توقفنا لأن دوامة الحياة أخذتنا إلى حيث لا نريد. ومنا من تبحر فى ملاعب كرة القدم وأحرز أول كأس فى حياته حينما كان صغيرا مازال يحتفظ بها حتى وقته الحالى لكنه يستفيق على انجرافه فى دوامة حياة تأخذه إلى حيث لا يريد.
ومنا من شهد له الجميع بأنه سيكون نابغة عصره كأستاذ جامعى مرموق لكنه عجز أن يواصل استكمال رسالته للماجستير أو الدكتوراه. بل إن هناك من أساتذة الجامعات ممن عجزوا عن تجهيز بحث يحصل به على درجة الأستاذية، وإذا سألت عرفت أنها دوامة الحياة.
جميعنا انخرط فى دوامة الحياة وانهمك فيها إما تحقيقا لرغبات والديه بأن يكون طبيباً أو مهندساً أو أى حلم آخر على حساب مواهبه التى كانت مسيطرة عليه فى طفولته أو فى شبابه. ومنا من انخرط فى الحياة لسيطرة المال على حياتنا، فمن أين سأطعم أطفالى إذا تفرغت لكتابة أبيات من الشعر وانهمكت فى التردد على الندوات والمعارض الخاصة بالكتاب والأدباء.
حتى من كتب الله له مركزاً مرموقاً أصبح مشغولا بمزيد من الجهد فى عمله حتى يثبت كفاءته، ونسى أو تناسى طموحاته فى تحقيق مواهب الصبا والشباب ويكتفى بمقولة: "هل سنأخذ زماننا وزمان غيرنا" أو تجده يحمل بصيصاً من الأمل حينما يقول "سأحقق ما عجزت عنه فى أولادى".
لكن للأسف نقف بأولادنا عند نفس المحطة التى سبق وأن توقفنا فيها من قبل لأسباب عديدة، إما لتخوفنا من الثانوية العامة أو لعدم جديتنا فى إهدار وقت فى مواهب لا تعلى من شأن أبنائنا بين المجتمع أو لأننا استسلمنا لهذه الداومة.. فكيف لا يكون ابنى طبيبا مثل أبناء عمه، ومن أين أدفع مصروفات أولادى المتلاحقة؟
وغيرها من الأسئلة التى تسيطر علينا فى يقظتنا وعند منامنا، بل إنها أصبحت تحرك مزاجنا الشخصى ناحية زوجاتنا وأولادنا وفى العمل ومع أصدقائنا وتعاملاتنا فى الشارع بين الناس. وهكذا أخذتنا دوام الحياة عن تحقيق أحلامنا واكتفينا بتنهيدة موجعة حينما نتذكر ما حاولنا أن نصل إليه و لكنها دوامة الحياة.
الإثنين، 27 ديسمبر 2010 - 13:51
Bookmark and Share Add to Google
حينما كنت صغيرا أردت أن أتعلم السباحة فى مياه نهر النيل، لكن فى كل مرة كنت أسمع عن أصدقاء أو أبناء جيران رحلوا غرقى فى مياه النيل، وكثيرا ما وقفت على شاطئ النهر وأتسائل لماذا لا أستطيع النزول لصفحة النهر وأخط عليها بأنامل أصابعى؟ ولماذا لم أتعلم السباحة حتى الآن؟
لم يكن النيل سبباً فى غرق من رحلوا فمنظره وهدوءه لا يوحيان بذلك، وإنما كانت الدوامات التى تملأ المنطقة القريبة من منزلى هى السبب فى ذلك، وكان من الصعب أن أذهب بعيداً فى منطقة خالية من الدوامات حتى أتعلم السباحة. وعلى الرغم من صغر هذه الدوامات مقارنة بأخرى تتميز بها البحار والمحيطات لكنها استطاعت أن تؤثر فى حياتنا.
لكن هناك دوامة أخطر من هذا النوع من الدوامات، إنها دوامة الحياة، وكلنا أخذتنا دوامة الحياة عن خط سيرنا الذى كنا نرسمه لأنفسنا يوما ما. منا من أراد أن يخترق عالم الفن فتوجه ناحية أخرى، ومنا من وجد فى نفسه بشائر مؤلف مسرحى أو كاتب قصة قصيرة أو رواية أوجد بذور شاعر فى نفسه وبدأت تظهر له يرقات إبداعه.
ومنا من بدأ يحرز أول أول ثانى حزام له فى رياضات فردية نبغ فيها مثل الكنغوفو أو الكاراتية أو الجودو لكننا توقفنا لأن دوامة الحياة أخذتنا إلى حيث لا نريد. ومنا من تبحر فى ملاعب كرة القدم وأحرز أول كأس فى حياته حينما كان صغيرا مازال يحتفظ بها حتى وقته الحالى لكنه يستفيق على انجرافه فى دوامة حياة تأخذه إلى حيث لا يريد.
ومنا من شهد له الجميع بأنه سيكون نابغة عصره كأستاذ جامعى مرموق لكنه عجز أن يواصل استكمال رسالته للماجستير أو الدكتوراه. بل إن هناك من أساتذة الجامعات ممن عجزوا عن تجهيز بحث يحصل به على درجة الأستاذية، وإذا سألت عرفت أنها دوامة الحياة.
جميعنا انخرط فى دوامة الحياة وانهمك فيها إما تحقيقا لرغبات والديه بأن يكون طبيباً أو مهندساً أو أى حلم آخر على حساب مواهبه التى كانت مسيطرة عليه فى طفولته أو فى شبابه. ومنا من انخرط فى الحياة لسيطرة المال على حياتنا، فمن أين سأطعم أطفالى إذا تفرغت لكتابة أبيات من الشعر وانهمكت فى التردد على الندوات والمعارض الخاصة بالكتاب والأدباء.
حتى من كتب الله له مركزاً مرموقاً أصبح مشغولا بمزيد من الجهد فى عمله حتى يثبت كفاءته، ونسى أو تناسى طموحاته فى تحقيق مواهب الصبا والشباب ويكتفى بمقولة: "هل سنأخذ زماننا وزمان غيرنا" أو تجده يحمل بصيصاً من الأمل حينما يقول "سأحقق ما عجزت عنه فى أولادى".
لكن للأسف نقف بأولادنا عند نفس المحطة التى سبق وأن توقفنا فيها من قبل لأسباب عديدة، إما لتخوفنا من الثانوية العامة أو لعدم جديتنا فى إهدار وقت فى مواهب لا تعلى من شأن أبنائنا بين المجتمع أو لأننا استسلمنا لهذه الداومة.. فكيف لا يكون ابنى طبيبا مثل أبناء عمه، ومن أين أدفع مصروفات أولادى المتلاحقة؟
وغيرها من الأسئلة التى تسيطر علينا فى يقظتنا وعند منامنا، بل إنها أصبحت تحرك مزاجنا الشخصى ناحية زوجاتنا وأولادنا وفى العمل ومع أصدقائنا وتعاملاتنا فى الشارع بين الناس. وهكذا أخذتنا دوام الحياة عن تحقيق أحلامنا واكتفينا بتنهيدة موجعة حينما نتذكر ما حاولنا أن نصل إليه و لكنها دوامة الحياة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى