- sha3er el3atfaمؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
- رقم العضوية : 1
الجنس :
عدد الرسائل : 28644
تاريخ الميلاد : 17/01/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : مطرب ومؤلف وملحن ومهندس كمبيوتر وممثل
نقودى : 142727
تاريخ التسجيل : 25/10/2007
لعبة شاعر العاطفة
شاعر العاطفة: 10000000
لعبة محمد السعيد: 1000000
د. طارق النجومى يكتب: أيتام فى مآدب اللئام
الخميس ديسمبر 16, 2010 3:14 pm
د. طارق النجومى يكتب: أيتام فى مآدب اللئام
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 - 18:29
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
خلاص يا حاج مش قادرة حد يلحقنى بالإسعاف.. يلحق مين يا حاجة..
أنا اللى عايز حد يلحقنى.. كانت الآهات وصيحات الألم تملأ المكان.. لحظات
وطرق الباب.. يا فرج الله.
تحاملت أم مجاهد على نفسها وقامت لتفتح الباب.. دخلت أم إسماعيل وقد بدا
على وجهها علامات الفزع.. فيه إيه يا حاجة.. ألحقينا يا أختى أطلبيلنا
الإسعاف.. دقائق وكان صوت ولولة سيارة الإسعاف تملأ المكان..!!
فى أطراف البلدة.. توقفت سيارة الإسعاف أمام مبنى كئيب المنظر.. بسرعة يا
عنايات.. خدى الحالتين دول وعلقيلهم محاليل فى غرفة الملاحظة.. اعملى لهم
كمدات.. وخدى عينات تحليل لحالة التسمم.
تسمم!! شفت يا حاج أدى آخر اللى جالنا منك ومن اللحمة والمحشى.. دلوقتى بقى
منى يا حاجة.. دنتى كنتى ناقص ترقصى لما دخلت عليكى بيهم.. أنت يا راجل
أنت وهى.. بطلوا رغى.. خدوا الورقه دى.. ابعتوا حد يجيبلكوا الأدوية من
صيدلية من برة.. بكام دى يا ختى الله يسترك؟ حوالى 250 جنيها.. يا نهار
أسود يا حاج..!! شفت آخر الطفاسة والشورة السودة. أرسلوا جارهم أبو إسماعيل
لإحضار المطلوب.. اتصرف.. لما أطلع بالسلامة هدبرهم.. عيب يا حاج.. الناس
لبعضها.
مرت ساعتان بدأ أبو مجاهد يشعر ببعض التحسن، بينما أم مجاهد مازالت بين
الحين والآخر تطلق بعض الصيحات المكتومة عندما تشتد عليها الآلام.. فجأة
التفتت إليه أم مجاهد.. تصدق يا حاج إحنا نستاهل اللى جرالنا.. وقبل أن يرد
استرسلت وكأنها تكلم نفسها.. طول عمرك ماشى جنب الحيطة، وبتقول يا حيطة
دارينى.. وسلبى فى كل حاجة.. لا اتنصفت هنا ولا سافرت العراق زمان زى نص
البلد ما عملت.. كان زمان حالنا غير الحال.
ألا لا لا.. أنت بتقولى أيه يا حاجة.. هو أنت لو عامل لنفسك أنت واللى زيك
قيمة ماكانش عرفوا أن آخركم يرموا لكم كيس لحمة.. ألا لا لا لا.. هى
السخونية أثرت على مخك ولا إيه.. التفت إليها سمع صوت حشرجة.. جاء الطبيب
مسرعا.. وقاموا بنقل أم مجاهد لغرفة العناية المركزة .. فيه إيه يا دكتور..
مش عارف.. هى كانت بتاخد أدويه قبل كدة.. أيوة بتتعالج من الضغط.. بصوت
ضعيف والدموع تملأ عينيه.. هتموت يا دكتور.. خلى عندك إيمان، إن شاء الله
تتحسن.. ونعم بالله.. يا رب أنت عالم بالحال أنا ماليش غيرها.
جلس الرجل حزينا.. وجده يكلم نفسه.. أم مجاهد عندها حق.. اشتغلت خمسة
وأربعين سنة قبل ما أطلع على المعاش.. نعيش عيشة الجفاف..!! الأسعار ترتفع
يوما بعد يوم.. بالكاد يسد رمقه هو وزوجته.. باع نصف قيراط كان ورثه عن
والده، وسافر ولده مجاهد عن طريق صديق له ليعمل فى اليابان.
منذ عده أيام اتصل به ليخبره أنه حصل على عمل فى شركة نظافة.. زبال يا
مجاهد.. أمال كان التعليم فايدته إيه! بس المرتب كويس وهبعتلكم تحويل الشهر
الجارى.
أخذ يكلم نفسه.. شفنا المر على ما مجاهد خلص الكلية.. أخته ماتعبتناش..
أخدت الدبلوم وتجوزت بدرى.. أم مجاهد كان نفسها تشوفه محاسب فى بنك.. خمس
سنين بيتنقل من شغلة لشغلة بيشتغل طول النهار والمرتب يا دوب بيكفيه.. طيب
لما كان الموضوع هيرسى على الزبالة.. كنا وفرنا مصاريف الدراسة، وكانت
البلد وفرت اللى صرفته عليه، وعلى اللى زيه مادام لا فيه وظايف ولا غيره.
يعنى يا ربى بلدنا عاجزة توظف ولادنا وتدينا معاش نعيش بيه زى البنى
أدمين.. تذكر أنه ذهب قبل إحالته للمعاش لتوصيل طلبيات للتجمع الخامس
ومدينة الرحاب.. تذكر وقتها الإعلانات التى كان يشاهدها فى الجريدة يوم
الجمعة.. آلاف من القصور والفلل.
تذكر قراءته لتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات فى إحدى المقالات ومئات
المليارات المهدرة.. تذكر قراءته لبيع مئات الآلاف من الأفدنة بجنيهات
قليلة لشركات للقيام بمشروعات تعود على المواطنين.. فلا مشروعات أقيمت ولا
خير جاء.
تذكر قيام علية القوم بعلاج ذويهم على نفقة الدولة، وهم يملكون الملايين..
تذكر قراءته أن البعض يصل راتبه للمليون شهرياً.. تذكر أحدهم وهو يستكثر
الـ400 جنيه راتبا للمواطن الغلبان، ويهدد باستقدام عمالة من بنجلاديش..
تذكر يوما عندما قام بتوصيل طلبية لأحد المشروعات، فوجد عمال شكلهم ولغتهم
غريبة، وعندما سأل.. قالوا له دول من الصين.
تذكر أنه يواسى نفسه هو وأم مجاهد طول النهار.. هى تقول له يا حاج وهو يقول
لها يا حاجة، وهم لم يحجوا ولا يملكون الحلم بالحج يوما.. بعد أن أصبح حج
القرعة للفقير يكلف عشرات الآلاف.
قال لنفسه .. طول عمرنا ساكتين ومؤدبين وبنسمع الكلام وبنقول ربنا يوفقهم..
بدل ما يراعوا ربنا فينا.. يكون ده الحال.. العيب فين يا رب.. فينا ولا
فيهم.. أخذ أبو مجاهد يردد.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم
الوكيل.. لم يحس بنفسه إلا عندما سمع طرقا على الباب.. أبو إسماعيل اتفضل.
أنا جيت أطمئن عليك يا حاج.. الحمد لله.. وكمان أم إسماعيل لسه جايه من
زيارة أم مجاهد ما شاء الله متحسنة.. ربنا يكمل شفاها.. ما تأخذنيش يا أبو
إسماعيل.. قريباً هدبر لك المبلغ.. يا راجل.. الناس لبعضها ماتحملش هم.
سمعت أصوات الطبل والزمر خافتة تأتى من بعيد.. ففى أطراف البلدة كانت الخيل
ترقص أمام قصر الباشا احتفالا بفوزه فى الانتخابات.. وأمام باب جانبى
للقصر كان يقف طابور طويل ينتظر أخذ نصيبه من الذبائح التى ذبحت بهذه
المناسبة السعيدة.
دخل أبو إسماعيل على زوجته بكيس اللحمة.. يادى الهنا يادى الهنا.. أهو كده
يا حاج.. كل انتخابات وأنت طيب.. يدوم عز الباشا.. ادعيله ادعيله.. يعمر
بيت أبوه.. وكمان ادعيله.. يعمر بيت أبو اللى خلفوه.
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 - 18:29
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
خلاص يا حاج مش قادرة حد يلحقنى بالإسعاف.. يلحق مين يا حاجة..
أنا اللى عايز حد يلحقنى.. كانت الآهات وصيحات الألم تملأ المكان.. لحظات
وطرق الباب.. يا فرج الله.
تحاملت أم مجاهد على نفسها وقامت لتفتح الباب.. دخلت أم إسماعيل وقد بدا
على وجهها علامات الفزع.. فيه إيه يا حاجة.. ألحقينا يا أختى أطلبيلنا
الإسعاف.. دقائق وكان صوت ولولة سيارة الإسعاف تملأ المكان..!!
فى أطراف البلدة.. توقفت سيارة الإسعاف أمام مبنى كئيب المنظر.. بسرعة يا
عنايات.. خدى الحالتين دول وعلقيلهم محاليل فى غرفة الملاحظة.. اعملى لهم
كمدات.. وخدى عينات تحليل لحالة التسمم.
تسمم!! شفت يا حاج أدى آخر اللى جالنا منك ومن اللحمة والمحشى.. دلوقتى بقى
منى يا حاجة.. دنتى كنتى ناقص ترقصى لما دخلت عليكى بيهم.. أنت يا راجل
أنت وهى.. بطلوا رغى.. خدوا الورقه دى.. ابعتوا حد يجيبلكوا الأدوية من
صيدلية من برة.. بكام دى يا ختى الله يسترك؟ حوالى 250 جنيها.. يا نهار
أسود يا حاج..!! شفت آخر الطفاسة والشورة السودة. أرسلوا جارهم أبو إسماعيل
لإحضار المطلوب.. اتصرف.. لما أطلع بالسلامة هدبرهم.. عيب يا حاج.. الناس
لبعضها.
مرت ساعتان بدأ أبو مجاهد يشعر ببعض التحسن، بينما أم مجاهد مازالت بين
الحين والآخر تطلق بعض الصيحات المكتومة عندما تشتد عليها الآلام.. فجأة
التفتت إليه أم مجاهد.. تصدق يا حاج إحنا نستاهل اللى جرالنا.. وقبل أن يرد
استرسلت وكأنها تكلم نفسها.. طول عمرك ماشى جنب الحيطة، وبتقول يا حيطة
دارينى.. وسلبى فى كل حاجة.. لا اتنصفت هنا ولا سافرت العراق زمان زى نص
البلد ما عملت.. كان زمان حالنا غير الحال.
ألا لا لا.. أنت بتقولى أيه يا حاجة.. هو أنت لو عامل لنفسك أنت واللى زيك
قيمة ماكانش عرفوا أن آخركم يرموا لكم كيس لحمة.. ألا لا لا لا.. هى
السخونية أثرت على مخك ولا إيه.. التفت إليها سمع صوت حشرجة.. جاء الطبيب
مسرعا.. وقاموا بنقل أم مجاهد لغرفة العناية المركزة .. فيه إيه يا دكتور..
مش عارف.. هى كانت بتاخد أدويه قبل كدة.. أيوة بتتعالج من الضغط.. بصوت
ضعيف والدموع تملأ عينيه.. هتموت يا دكتور.. خلى عندك إيمان، إن شاء الله
تتحسن.. ونعم بالله.. يا رب أنت عالم بالحال أنا ماليش غيرها.
جلس الرجل حزينا.. وجده يكلم نفسه.. أم مجاهد عندها حق.. اشتغلت خمسة
وأربعين سنة قبل ما أطلع على المعاش.. نعيش عيشة الجفاف..!! الأسعار ترتفع
يوما بعد يوم.. بالكاد يسد رمقه هو وزوجته.. باع نصف قيراط كان ورثه عن
والده، وسافر ولده مجاهد عن طريق صديق له ليعمل فى اليابان.
منذ عده أيام اتصل به ليخبره أنه حصل على عمل فى شركة نظافة.. زبال يا
مجاهد.. أمال كان التعليم فايدته إيه! بس المرتب كويس وهبعتلكم تحويل الشهر
الجارى.
أخذ يكلم نفسه.. شفنا المر على ما مجاهد خلص الكلية.. أخته ماتعبتناش..
أخدت الدبلوم وتجوزت بدرى.. أم مجاهد كان نفسها تشوفه محاسب فى بنك.. خمس
سنين بيتنقل من شغلة لشغلة بيشتغل طول النهار والمرتب يا دوب بيكفيه.. طيب
لما كان الموضوع هيرسى على الزبالة.. كنا وفرنا مصاريف الدراسة، وكانت
البلد وفرت اللى صرفته عليه، وعلى اللى زيه مادام لا فيه وظايف ولا غيره.
يعنى يا ربى بلدنا عاجزة توظف ولادنا وتدينا معاش نعيش بيه زى البنى
أدمين.. تذكر أنه ذهب قبل إحالته للمعاش لتوصيل طلبيات للتجمع الخامس
ومدينة الرحاب.. تذكر وقتها الإعلانات التى كان يشاهدها فى الجريدة يوم
الجمعة.. آلاف من القصور والفلل.
تذكر قراءته لتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات فى إحدى المقالات ومئات
المليارات المهدرة.. تذكر قراءته لبيع مئات الآلاف من الأفدنة بجنيهات
قليلة لشركات للقيام بمشروعات تعود على المواطنين.. فلا مشروعات أقيمت ولا
خير جاء.
تذكر قيام علية القوم بعلاج ذويهم على نفقة الدولة، وهم يملكون الملايين..
تذكر قراءته أن البعض يصل راتبه للمليون شهرياً.. تذكر أحدهم وهو يستكثر
الـ400 جنيه راتبا للمواطن الغلبان، ويهدد باستقدام عمالة من بنجلاديش..
تذكر يوما عندما قام بتوصيل طلبية لأحد المشروعات، فوجد عمال شكلهم ولغتهم
غريبة، وعندما سأل.. قالوا له دول من الصين.
تذكر أنه يواسى نفسه هو وأم مجاهد طول النهار.. هى تقول له يا حاج وهو يقول
لها يا حاجة، وهم لم يحجوا ولا يملكون الحلم بالحج يوما.. بعد أن أصبح حج
القرعة للفقير يكلف عشرات الآلاف.
قال لنفسه .. طول عمرنا ساكتين ومؤدبين وبنسمع الكلام وبنقول ربنا يوفقهم..
بدل ما يراعوا ربنا فينا.. يكون ده الحال.. العيب فين يا رب.. فينا ولا
فيهم.. أخذ أبو مجاهد يردد.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم
الوكيل.. لم يحس بنفسه إلا عندما سمع طرقا على الباب.. أبو إسماعيل اتفضل.
أنا جيت أطمئن عليك يا حاج.. الحمد لله.. وكمان أم إسماعيل لسه جايه من
زيارة أم مجاهد ما شاء الله متحسنة.. ربنا يكمل شفاها.. ما تأخذنيش يا أبو
إسماعيل.. قريباً هدبر لك المبلغ.. يا راجل.. الناس لبعضها ماتحملش هم.
سمعت أصوات الطبل والزمر خافتة تأتى من بعيد.. ففى أطراف البلدة كانت الخيل
ترقص أمام قصر الباشا احتفالا بفوزه فى الانتخابات.. وأمام باب جانبى
للقصر كان يقف طابور طويل ينتظر أخذ نصيبه من الذبائح التى ذبحت بهذه
المناسبة السعيدة.
دخل أبو إسماعيل على زوجته بكيس اللحمة.. يادى الهنا يادى الهنا.. أهو كده
يا حاج.. كل انتخابات وأنت طيب.. يدوم عز الباشا.. ادعيله ادعيله.. يعمر
بيت أبوه.. وكمان ادعيله.. يعمر بيت أبو اللى خلفوه.
محمد___M__شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــالعاطفةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعر __M___السعيد
شاعر العاطفة محمد السعيد
المؤسس والمدير العام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى