ماذا يعنى "النوم الريمى"؟

ماذا يعنى "النوم الريمى"؟


الجمعة، 19 نوفمبر 2010 - 10:44 طفل مولود نائم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أرسلت أمانى عبد الفتاح تقول: "ابنى أتم شهره الثالث منذ أيام ولاحظت أنه كثير النوم، فهل هذا مفيد له صحيا؟

يجيب الدكتور عمرو شريف، أستاذ الجراحة بكلية الطب بجامعة عين شمس قائلا: "من الأمور اللافتة للنظر أن الأطفال المولودين حديثا يقضون وقتا طويلا فى النوم، لهذا لابد من التعرض للنوم وآلياته وما يحدث فيه، حيث يمر الإنسان أثناء نومه بمراحل، فنحن فى يقظتنا نكون منتبهين وعند دخولنا النوم يتحول هذا الانتباه إلى استرخاء يدخل الإنسان بعده فى مرحلة النوم السطحى لمدة تتراوح ما بين 10 – 15 دقيقة، ثم ينتقل إلى مرحلة النوم العميق، ومن هذه المرحلة ينتقل النائم إلى حالة تعرف باسم نوم حركة العين السريعة وتعرف لدى الأطباء بالنوم الريمى".

وفى مرحلة النوم العميق تسترخى عضلات جسم الإنسان وتهدأ ضربات قلبه وتنتظم، وكذلك تنفسه، أما أثناء النومى الريمى تصبح عضلات الجسم فى حالة تشبه الشلل التام، بينما تتأرجح ضربات القلب والتنفس تبعا لما نرى من أحلام، كما تتحرك العينان يمينا ويسارا حركة سريعة ومتكررة، ويمر الإنسان بدورات يتناوب فيها النوم العميق مع النوم الريمى، وفى أثناء النوم الريمى نرى أحلامنا ومنه يحدث الانتقال بسهولة ويسر إلى اليقظة والانتباه.

لذلك فالإنسان الذى يستيقظ عقب مرحلة النوم الريمى يكون مستريحاً ويستوعب الأمور المحيطة به زمانا ومكانا بسهولة على عكس الإنسان الذى يتم إيقاظه أثناء مرحلة النوم العميق فإنه يكون مضطربا.

والمولودون حديثا تبدأ دورة النوم الريمى وليس بالنوم العميق كما فى الكبار، وتكون فترته طويلة حتى إنه يستغرق أكثر من 60%من فترة النوم الكلية، وتلعب فترة النوم الريمى الطويلة فى المولدين حديثا دورا مهما فى نضج الجهاز العصبى وفى اكتساب قدراته الإدراكية والحركية، كما أن لها دورا مهما فى تثبيت الأحداث التى مرت بنا، وما طرح علينا من معلومات ويعرف بذلك بالمذاكرة أثناء النوم، بل لقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال لا يميزون بين اليقظة وبين الأحلام التى يتعلمون منها أثناء فترة النوم الريمى إلا بعد سن الثالثة أو الرابعة.
وتشير الأبحاث إلى أن الطفل يتدرب على السلوك الغريزى عن طريق الأحلام أثناء النوم الريمى، فهذا السلوك الفطرى لا يحتاج إلى تعلم واع ويشمل ما يحتاج إليه الكائن للحياة بل ويهلك بدونه كالهجوم والدفاع والأمومة، ويمكن تلخيص دور النوم الريمى بأنه مجال الأحلام يتم فيه ملء وتثبيت الذاكرة وتعلم السلوك الغريزى وهو أساسى لنضج المخ، كما يتم الانتقال منه إلى مرحلة الاستيقاظ بسهولة ويسر واستيعاب.