- sha3er el3atfaمؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
- رقم العضوية : 1
الجنس :
عدد الرسائل : 28644
تاريخ الميلاد : 17/01/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : مطرب ومؤلف وملحن ومهندس كمبيوتر وممثل
نقودى : 142757
تاريخ التسجيل : 25/10/2007
لعبة شاعر العاطفة
شاعر العاطفة: 10000000
لعبة محمد السعيد: 1000000
الدكتور حسن جاد حسن جد شاعر العاطفة محمد السعيد
الأحد أبريل 25, 2010 11:22 pm
د. حسن جاد حسن
من احفاده
شاعر العاطفة محمد السعيد عبد الهادى جاد حسن عطالله
هذه صورة الشاعر تم التقاطها بتاريخ 10/12/1968 في استوديو آدم بالقاهرةأردت أن أجعلها إضافة لمحبييه وعشاق شعره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الشاعر الدكتور حسن جاد حسن
( 1914 – 1995م )
1 – ترجمة موجزة :
ولد حسن جاد حسن عطا الله فى قرية منشأة الجمال التابعة لمدينة منية النصر
بمحافظة الدقهلية عام 1914م، ونشأ فى أسرة متدينة، متواضعة الحال .
توفى والده وهو فى الخامسة من عمره فكفلته أمه، وأدخلته كتاب القرية فحفظ
القرآن الكريم، والتحق بمعهد دمياط الابتدائي عام 1926م، وكان من زملائه
فيه : الشيخ محمد خاطر (مفتى الديار المصرية الأسبق)، والشاعر طاهر أبو
فاشا.
ثم التحق بمعهد الزقازيق الثانوي عام 1930م، وكان من زملائه فيه : الشيخ
محمد متولي الشعرواي، والدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، والدكتور محمد
العلائي، والشيخ أحمد الشرباصي، والدكتور محمد الطيب النجار .
ثم التحق عام 1935م بكلية اللغة العربية التي تخرج منها، ثم حصل على الدكتوراه فى البلاغة والنقد سنة 1946م .
وتدرج فى المناصب حتى صار رئيسا للقسم عام 1967م، وعميدا للكلية عام 1978م .
وقد أعير خلال عمله أربع سنوات إلى السعودية وليبيا .
وقد فجع عام 1973م بفقد ولده الوحيد، فحزن حزنا شديدا ً وضعف بصره حتى فقده تماما، وازداد انطواءً على نفسه .
وقد رثى ولده بقصيدة يعدها النقاد من عيون الرثاء فى الشعر العربي ومطلعها :
ودعت بعدك صفو العيش يا ولدى .:. يا طول همي، ويا حزني، ويا كمدى
لم يبق منى سوى رسم نلوذ به .:. من لوعة القلب، أو من حرقة الكبد
وقد توفى عام 1995م، عن واحد وثمانين عاماً .
تأملات فى شعر حسن جاد حسن
2 – شعره الإسلامي :
يحتل الشعر الإسلامي قسما كبيرا من شعر حسن جاد حسن، وفيه دعاء وابتهال إلى الله كمثل قوله فى قصيدة " دعاء "
يا سميع الدعاء للسائلينا .:. ومجيبا ضراعة الضارعينا
يا مغيث الملهوف، يا كاشف الضر .:. عن اليائسين والبائسينا
أنت ملء السماء والأرض نورا .:. تجتليه بصائر المؤمنينا
ومن الضراعة والدعاء ينتقل إلى نقد المجتمع الذي ابتعد أفراده عن صراط
الدين المستقيم، وشاع المنكر بينهم، واستعر الحقد بين نفوسهم فبعدوا عن
ضياء الدين وهديه :
صدف الناس عن سناك فضلوا .:. من عماهم صراطك المستبينا
وأذلوا النفوس حرصا وشحا .:. فهوت تحت أرجل الواطئينا
واستمرت ضراوة الحقد حتى .:. وأد الحب فى القلوب جنينا
مأتم تندب الفضيلة فيه .:. خلقا مات أو ضميرا طعينا
رب لا تأخذ الضعاف بذنب .:. قد جناه فى ملكك الظالمونا
ويتحدث عن القرآن الكريم فى قصيدة «من وحى القرآن الكريم» التي يبدؤها بقوله :
يا ساقي الأرواح من كاساته .:. روحى فداك فهات جامك هاته
ويقول فيها :
عين من الفصحى، ونبع هداية .:. يشفى غليل الروح عذب فراته
يحيا به ميت القلوب بشاشة .:. كالجدب أحيا الغيث ميت نباته
السحر كل السحر فى ألفاظه .:. والجرس أحلى الجرس فى نبراته
أعيا العقول معانيا ومراميا .:. ورمى فحول القول عن صهواته
ويحظى ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالكثير من قصائد حسن جاد حسن التي
يمكن أن ندرجها تحت المديح النبوي؛ وفيها يتناول مولد النور، والهجرة
الشريفة، وبعض الأحداث التي مرت بها السيرة الذكية .
وهو – غالبا – ما يتناول – صورة الكون قبل مجيء النبي، ثم يصور العالم بعد قدومه – صلى الله عليه وسلم – ليبرز المفارقة .
ويتناول صفات النبي – صلى الله عليه وسلم – ليستنهض عزائم المسلمين الذين
صاروا فى آخر الصفوف، كى ينهضوا ويحققوا مكانتهم فى الدنيا .
يقول حسن جاد حسن فى قصيدته " مولد النور "
والكون مشبوب الضرام مفزع .:. قد لفه ليل الضلال المطبق
والناس فوضى لا ترى من بينهم .:. إلا عبيد حجارة لا تنطق
ضلوا عن الحق القديم يصمهم .:. بغى ويعميهم هوى وتشدق
وإذا البصائر بالعماية أظلمت .:. لم يستبن نور السماء محدق
حتى أراد الله رحمة خلقه .:. والله يلطف بالعباد ويرفق
ويخاطب فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنه علم البيان، وأنقذ به الناس
من رجس الضلال بعد أن عم الفساد والموبقات، وجعل المسلمين أخوة فلا طاغ
ولا متكبر بينهم :
يا من أعاد إلى الوجود شبابه .:. فكساه حلته الربيع المونق
وجرى على فمه البيان كأنه .:. نبع تفجر أو حيا يتدفق
أنقذت من رجس الضلالة أمة .:. دب الفساد بها وشاع الموبق
وجعلت شرعتها الإخاء فلم يعد .:. طاغ يسود ولا ضعيف يوثق
وينتقد تفرق المسلمين وضياع شأنهم فى عصرنا، بعد أن كان لهم مجد، وكانت لهم حضارة شامخة ترفرف رايتها فى كل مكان :
لما أضاع المسلمون زمامها .:. غزت الخطوب ديارهم فتفرقوا
ناموا على المجد القديم، فإن صحوا .:. فعلى أديم بينهم يتمزق
جهد يبدد فى القشور وليته .:. فى جمع شملهم المشتت ينفق
ما بين محجوب الحجا متعصب .:. ومفرط فى دينه يتزندق
ووراء شعره الإسلامي روح مسلمة تذوب حبا فى عقيدتها، وقلب يفيض عشقا لتلك
البلاد الطاهرة التي شهدت نشأة النبي – صلى الله عليه وسلم – ومهجره .
يقول فى قصيدة " فى ظلال الكعبة " – معبرا عن مكانه البيت الحرام والكعبة المشرفة فى وجدانه ووجدان كل مسلم :
يا حمى الكعبة والبيت الحرام .:. لك يا أم القرى منك السلام
قد دعانا الشوق يا مهد الهدى .:. فأجبناه ولبينا الهيام
أوردينا الكوثر العذب الذي .:. ينقع الغلة فينا والأوام
كم وردنا زمزما فى ظمأ .:. فشفتنا من تباريح السقام
واستلمنا الركن فانحابت لنا .:. كرب كنا نعانيها عظام
لك يا رب سعَينا خشعا .:. وإلى بيتك جئنا فى الزحام
وإلى الأرض التي باركتها .:. نفزع اليوم بآمال جسام
شب فيها الدين مرهوب الخطأ .:. عبقريَّ النور يجتاح الظلام
وسرى فى كل أرض رافعاً .:. راية المجد عزيزا لا يضام
رب رحماك فهل من صحوةٍ .:. فى صداها البعث للقوم النيام ؟
وله قصائد إسلامية فى محمد إقبال، و الشيخ محمد متولي الشعرواى، والإمام
السنوسي، والشيخ محمود شتلوت، والدكتور محمد عبد الله دراز، ومحمد على كلاي
..... وغيرهم .
وفى هذه القصائد يوضح أثر الإسلام عقيدة ومنهاج حياة فى بناء هذه الشخصيات نفسا وفكرا وسلوكاً.
يقول فى قصيدته إلى محمد على كلاي البطل الملاكم المسلم :
يا قاهر الأبطال حسبك عصمة .:. ثقة بربك والنبيِّ الأكرمِ
من كان يجمع بين قوة روحه .:. والجسم أقدم واثقا لم يحجم
أطلقت بالإسلام صيحة مؤمنٍ .:. فى معشر صُمِّ المسامع نوم
وحملت مشعله فشع ضياؤه .:. فى عالم خرب العقائد مظلم
ومعظم شعر حسن جاد حسن يضمه هذا الإطار، وحتى قصائده الأخرى فى الرثاء
والوصف والهجاء يسرى فيها تيار الإسلام مشكلا عمودها الفقري،مضيئا نبراسا
إسلاميا لا تخطئه العين من خلال شعره0
[/size][/size]
*شاعر من كبار الشعراء في مصر في القرن العشرين.
*ولد بالدقهلية بمصر سنة (1914م) ودرس في الأزهر حتّى تخرج في كلية اللغة العربية، حصل على الدكتوراه في الأدب والبلاغة.
*أهم آثاره:
1- «الأدب العربي في المهجر».
2- «الأدب المقارن».
3- «ابن زيدون».
4- «الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام».
5- «الأدب العربي في ظلال الأمويين والعباسيين».
6- «ميزان الشاعر» في العروض.
وله ديوان شعر مخطوط، ستنشر "أصوات معاصرة" بعض قصائده خلال الشهور القادمة،
مع دراسة للأستاذين الدكتورين:
*صابر عبد الدايم.
*وحسين علي محمد.
ولد حسن جاد
بالدقهلية لأسرة ميسورة الحال وليس لأسرة متواضعة فقد كانت أسرته من الأسر
المعدودة في منطقته وهي تابعة لمركز منية النصر بالدقهلية حاليا
ترك والده ثروة لا بأس بها كانت أرض زراعية وعدة بيوت وقطع أرض للبناء ولكن
حسن كان الولد البكر للزوجة الثانية ومات والده وهو في الخامسة من عمره
بينما كان إخوته في أربعينيات أعمارهم ولكن هذه الأطيان كان أموال مجمدة
بحيث كانت الحال تضيق بسبب رفض الأم بيع أي شيئ من أموال صغارها والدليل
علي يسر حالهم أنه من المعدودين علي أصابع اليد الذين أرسلوا للتعليم خارج
الريف علي مستوي منطقة المنصورة في هذا الوقت علي اتساعها.
أما بالنسبة للديوان فقد قمت بمساعدته(كان لا يبصر في آخر حياته)بإخراج
نسخة معتمدة تم حذف مواضع لم يستحسنها وإضافة بعض التعديلات عليها وتم
تسليما لـــ د.السيد إبراهيم الدد بكلية اللغة العربية بالأزهرولكن بالتقصي
علمت أنها لم تنشر للآن ولديَّ نسخة أخري بها كل الزيادات ومخطوطات بخط
الشاعر وسوف أعمل علي تحقيقها وطباعتها مع كتابة ترجمة وافية عن حياة الرجل
الذي يجهله كثير من أبناء الوطن العربي مع رسوخ قدمه في الشعر والآداب.
ولقد عشت في بيته خمسة أعوام أتاحت لي أن أري الرجل في كل حركاته وسكناته
ولسوف أعمل علي وضعه علي الخريطة الأدبية ليتبوأ المكانة التي يستحقها
أدبه.
أما عن كونه هجَّاء العصر الحديث فلي عليها تحفظ إذ أن الكثير من شعره يقع
في نطاق النقد الاجتماعي وأفرد له باباً أسماه باسمه،وجعل بدلا من الهجاء
سوط النقد وهذه لمزية كانت في الرجل فقد كان شاعراً من الطراز الفريد الذي
لا يمكن أن يشتريه أحد أو يسكته أحد.
كتاب جديد عن أكبر الهجّائين في الشعر العربي الحديث
.................................................. ...................
«حسن جاد: دراسة ومُختارات شعرية»
صدر مؤخراً العدد (209) عن سلسلة «أصوات مُعاصرة» عن شهر مايو 2008م (السنة
29) بعنوان « الشاعر الدكتور حسن جاد: دراسة ومُختارات شعرية، للأستاذين
الدكتورين حسين علي محمد (أستاذ الأدب الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية: الرياض ـ السعودية) وصابر عبد الدايم (عميد كلية اللغة العربية
جامعة الأزهر: الزقازيق ـ مصر).
يضم الديوان دراسة موجزة في (52) صفحة، ثم مختارات شعرية للشاعر الدكتور حسن جاد حسن عميد كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر سابقاً.
ومن القصائد المُختارة قصيدة بعنوان «نجد» يقول فيها:
تلك الرياضُ وهذه نجدُ .:. الشعرُ والتاريخُ والمجْدُ
ماضي العروبةِ في مفاخرها .:. وعلى رُباها رفرفَ الخُلْدُ
وأرومةُ الفصحى وقد درَجَتْ .:. في حجرها وصفا لها الوردُ
شبَّ البيانُ العبقريُّ بها .:. فرعتْهُ وهْيَ لعبقرٍ مهْدُ
وقد اشتهر بشعره الهجائي، والساخر. ومنه قصيدة بعنوان «مدير 77»، قال فيها:
سألتُ القومَ كيف جعلتموهُ .:. مديراً ينطحُ الفلكَ المُدارا
وكيف على رئاستِهِ حرصتُمْ .:. وجدّدتمُ له فيها مرارا؟
هل استوْفى قواعدكمْ أصولاً .:. ووفّاها سلوكاً واختبارا؟
فقالوا: إنه استوْفى ووفّى .:. ولمْ نرَ من يشُقُّ لهُ غُبارا!
فمن جهةِ الجهالة كان فيها .:. لهُ باعٌ طويلٌ لا يُجارى
وفي بابِ النفاقِ أجاد حتّى .:. تألَّق فيه حذقاً واقتدارا
وأتقنَ حفظَ منهجِهِ شروحاً .:. وحاشيةً ومتْناً واختصارا
وعدَّدَ في مسائلهِ اجتهادا .:. وجدَّد في مسائلِهِ ابتكارا
سَعى ورمى وطافَ بكلِّ رُكْنٍ .:. وقبَّل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وأما في البلاهةِ فهْيَ إرْثٌ .:. عن الآباءِ وقفاً واحتكارا
ترى في وجهه (عَبَطاً) يُغشِّي .:. ملامحَهُ فتحسبهُ وقارا
يقع الكتاب في 174 ص من القطع الكبير.
الناشر: هبة النيل العربية للنشر والتوزيع ـ القاهرة 2008م.
أبيات وذكريات
كان خفيف الظل مرحاً كما عرفته فقص لي حكاية قصيرة عن أبيات قالها حينما
كان طالبا في السنة الرابعة بكلية اللغة العربية إذ كانت انتخابات الطلبة
(اتحاد الطلبة) وكان له زميل خفيف الظل والعقل أيضاً واسمه إبراهيم رشح
نفسه للانتخابات فوجد شاعرنا الفرصة سانحة للدعابة والسخرية من إبراهيم حيث
قدم نفسه شعراً أولاً فقام حسن واستأذن الشيخ المحاضر في إلقاء أبياته علي
الزملاء وأذن له فابتدر قائلاً:
نرشح إبراهيم حتي ولو شطَّا ونفديه حتي وإن غدا بيننا قطا
سيكسب أصوات الدجاج بأسرها فإن هي لم تسعفه لم يعدم البطا
ونعلم عنه أنه خير نائب متي اشترطوا فيه القراءة والخطا
إذا ما أشاروا بالبنان لنائب أشرنا لإبراهيم بالإصبع الوسطي
فصفق الأصحاب واغتاظ إبراهيم وبعد انتهاء المحاضرة بدأ الزملاء يشيرون
للنائب بالإصبع الوسطي فأمسك بتلابيب صاحبنا يريد ضربه واستغاث بزميل لهم
اسمه فتحي فتدخل ليفر الشاعر من بين يدي إبراهيم إذ كان لا يجيد العراك فقط
كان لسناً
طالعت علي موقع صحيفة
الجزيرة الثقافية بتاريخ 2/7/2007 مقالة تحت العنوان السابق "قصيدة
نادرة"للدكتور حسن جاد في تلميذه الدكتور محمد العيد الخطراوي وبصرف النظر
عن دلالة العنوان وعن مكانة القصيدة بين شعر الرجل فهي من واقع دراستي من
شعره المتوسط وليس من قممه ولكن لا بأس أن نجاري الكاتب ونقول عما ساءنا
فلم نجد مايسرنا وإليك الخبر مفصلاً والحكم لك بعد ذلك.
أولاً نص ما جاء في الصفحة منقولا بالنسخ الآلي دون تصرف:
""""قصيدة نادرة
حسن جاد
قصيدة نادرة للشاعر المصري المعروف الدكتور حسن جاد عميد كلية اللغة
العربية بالأزهر -رحمه الله- والمتوفى عام 1416هـ، وهو من الشخصيات الكبيرة
والمهمة وقد لقب بعميد الأدب العربي بعد طه حسين في حفل رسمي عام 1978م
وهو المهرجان الشعري، وأعلن رفضه لهذه العمادة..!
والقصيدة عنوانها: (محمد العيد الخطراوي) ويبدو أنه نظمها احتفاء بحصوله
على الدكتوراه، وربما كان المشرف على الرسالة أو أحد المناقشين، بدليل
الإشارة في القصيدة إلى عنوان الرسالة..
وقد حصل عليها الدكتور عبدالله الحيدري من مكتبة الدكتور محمد الربيع.. وزود الثقافية بصورة منها..
الدكتور محمد العيد الخطرواي .. الشاعر المحلق، والعالم المحقق، والأديب البارع، رمز الإباء الحر، والوفاء النبيل..
لو نظمت النجوم عقد ثناء
لك يا (خطراوي) عليّ أياد
كلما نابني من الدهر خطب
كيف أنسى وانت أوفى تلا
لم أعد أذكر البنين بفقد
يا عزيز الإباء في زمن ين
ساد فيه النفاق واستحكم الحق
جمعتنا شمائل نحن منها
كم تعاني من الجحود معانا
ولكم ضقتَ بالنفاق كما ضق
ليس بالعيب أن يثور أبيٌّ
يأنف الحر أن يُسيغ الدنيا
رب داع للدين وهو يسبُّ
محنة تخنق النبوغ وتُزري
أتراها ضريبة العبقريا
يا صديقي هذا زمان الأفاعي
كم تمنيت أن أرى وجه حر
صاغك الله يا (محمد) رمزا
وإذا ما طوية المرء صحت
حدثي يا مدينة النور عنه
عبقري اليراع سجل تا
شاعر عالم أديب نبيل
صادق الود أريحي الصفاء
الصديق الصدوق لم يتحول
والصديق الوفي في هذه الأيا
أصدقاء الزمان أحباب سرا
يا رفيقي في عسرة ويسار
عشت للمكرمات حرا أبيا
لك لم أقض بعد حق الوفاء
غمرتني بسابغ النعماء
كنت في الخطب سلوتي وعزائي
ميذي وأصفى الخلان والأصدقاء
أنت عوّضتني عن الأبناء
در فيه من كان حر الإباء
د وماجت دنياه بالبغضاء
في بني عصرنا من الغرباء
تي وتشكو مثلي من الأدعياء
تُ وكم هالنا وباء الرياء
إنما العيب ذلة الأغنياء
ويأبى تطاول الجهلاء
الدين في صبحه وعند المساء
بذوي الموهبات والأكفاء
ت على العلم والحجى والذكاء ؟
ليس هذا الزمان للشرفاء
فيه حتى وجدت فيك رجائي
لنقاء السريرة البيضاء
كان للخير مصدرا والعطاء
كم تغنى بمجدك الوضاء
ريخك سفراً حروفه من ضياء
يستعير الربيع بيض سجايا
عقودا للروضة العذراء
عن وفاء ولم يحل عن ولاء
م أضحى من أندر الأشياء
ء، وأعداء ساعة الضراء
ونديمي في شدة ورخاء
يا (ابن عيد) ودمت رمز الوفاء
المصدر: ديوان حسن جاد (مخطوط)، مكتبة الدكتور محمد الربيع الخاصة."""""
انتهي النقل عن الصحيفة بنفس الترتيب الموجود علي صفحتها ويمكن مراجعة ذلك في موقعها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فإنك إن أنعمت فيها النظر ثم أعدته مرات عديدة سيعود البصر خاسئا وهو حسير
إذن لن تجد تحت هذا الغثاء معني قل أو كثر فضلاً عن أن تكون القصيدة نادرة
كما في العنوان ولا يمكن أن يكون كاتب المقالة له أدني معرفة بالشعر بل
باللغة وما تحمل من معانٍ ودلالات فلو قرأها ألف مرة وطلبت منه معني فلا
أحسبه يجد.
ولأمر ما أخطأ في وضع القصيدة وبعد مراجعتي لها وجدته قد كتب العمود الأول
موزعاً علي أبيات فجعل صدور أبيات القصيدة الثماني والعشرين أربعة عشر
بيتاً من صدر وعجز ثم فعل نفس الشئ بالعمود المقابل بأعجاز الأبيات فجاءت
كلاماً فارغاً من كل معني بل تبعث علي الغثيان ولا أدري كيف يمكن لعاقل
لمدلول كلام أن يرتضي هذا ثم لا يجد من يكسر قلمه ويمنعه من الكتابة إذأنه
أساء للممدوح وللمادح ولكن إساءته للمادح"الشاعر" جاءت بشعة لا يمكن أن
يقبلها عقل.
وأعدت كتابة القصيدة لوضعها هنا علي أزاهير بعد إذن سيادتكم وهذا لما وجدته
من دقتكم وإخلاصكم للرجل رحمه الله فاعذرني ولكم خير الجزاء.
نص القصيدة كما جاءت في الديوان المخطوط الذي راجعته علي الشاعر قبل موته مباشرة:
لو نظمتُ النجوم عقد ثناءِ لك لم أقض بعض حق الوفاءِ
لك يا (خطراوي) عليّ أياد غمرتني بســـــابغ الــــنعمـــاءِ
كلما نابني من الدهر خطب كنت في الخطب سلوتي وعزائي
كيف أنســى وأنت أوفى تلامـــيذي وأصـــفى الخـــلان والأصدقــاءِ
لم أعد أذكر البنين بفقد أنت عوّضتني عــــــن الأبـــــنـــــاءِ
يا عزيز الإبــــــاء فـــي زمـــن ينــــدر فـــيه مـــن كــان حـر الإباء
ساد فيه النــــــفــــاق واستـــحكم الـــحقد ومــــاجت دنياه بالبغضاء
جمعتنا شمائل نحن منها في بني عصــــرنا من الغرباء
كم تعاني من الجحــــــود معانـــــاتي وتشــــكو مثلي من الأدعياء
ولكم ضقـــــــــتَ بالنـــــــفاق كمــــــا ضقتُ وكم هالنا وباء الرياء
ليس بالعيب أن يثور أبيٌّ إنما العيب ذلــــة الإغضــــاءِ
يأنف الحــــرُّ أن يُســـــيغ الدنيَّــــــــات ، ويأبى تطـــــاول الجهلاء
رب داع للــــــدين وهو يســـــبُّ الدين في صبحه وعـــند المساء
محنة تخنق النبوغ وتُزري بذوي المـــــوهبات والأكفاء
أتراها ضــــــــريبة العبقــــــريات على العــــلم والحجى والذكاء ؟
يا صديقي هذا زمان الأفاعي ليس هذا الزمـــــان للشرفاءِ
كم تمنيت أن أرى وجه حر فيه حتى وجدت فيك رجائي
صاغك الله يا (محمد) رمزا لنقاء الــسريــــــرة البيضاء
وإذا ما طوية المرء صحت كان للخير مصدراً والعطاء
حدثي يا مـدينة النور عنه كـــــــم تغنى بمجدك الوضـــــاء
عبقري اليراع ســــــــــــــــجَّـل تاريخك سفراً حروفه من ضياء
شاعر عالم أديب نبيل صادق الود أريحي الصفاء
يستعير الربيع بيض سجايــــــــــاه عقـــــودا للـــــروضة العذراء
الصديق الصدوق لم يتحول عن وفاء ولم يحل عن ولاء
والصديق الوفــــــيُّ في هــــــــذه الأيام أضحى من أندر الأشياءِ
أصدقــــــاء الزمـــــــــــان أحباب سراء، وأعداء ساعة الضراء
يا رفيقي في عسرة ويسار ونديـــــــــمي في شدة ورخاء
عشت للمكرمات حرا أبيا يا (ابن عيد) ودمت رمز الوفاء
من عبق التوحيد
شعر: د. حسن جاد حسن
...............................
سنة 1970
من وحى الفتح الربانى الذى يفيضه الله على بعض عباده المخلصين مهداة إلى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى
( أ )
ساق من الخلد روحى من نداماه .:. تفوح من عبق الفردوس رياه
يطوف بالكأس سكرى من أنامله .:. ويسكب الراح نشوى من سجاياه
دع شارب الإثم مغترا بنشوته .:. وخل ساقيه مفتونا بدنياه
صرعى السلافة أشتات وإن ظهروا .:. كأنهم من حميا الراح أشباه
والحب جمع أهل العشق فى وله .:. وكل ذى صبوة غنى بليلاه
للروح خمر وللأجسام خمرتها .:. شتان بينهما والكل قد تاهوا
فخمرة الفم كم تهوى بشاربها .:. إلى حضيض من الأرجاس مهواه
وخمرة الروح كم يرقى بذائقها .:. شوق إلى سدرة الرحمن مرقاه
فهاتها يا نديم الروح واسق بها .:. من كرمة الله وانهل من عطاياه
واستجل فى ملكوت الله ما شهدت .:. آياته أنه لا رب إلا هو
واتل الضراعات لم يجر اليراع بها .:. يوما ولا رددتها قبل أفواه
أنى لأعذر مأخوذا بروعتها .:. وقد تولاه منها ما تولاه
لم يدر إلهام أهل الحب غير فتى .:. قد ذاق من كأسه يوما وعاناه
هى الفيوضات تجرى بالفتوح على .:. فم المحبين مما ألهم الله
سبحانه يمنح الفضل الجزيل ولا .:. يعطاه إلا منيب القلب أواه
* * *
نفسى الفداء لساق كلما ظمئت .:. أرواحنا لرحيق الصفو جئناه
يسقى بخمر شهود كلما عبقت .:. فى جلوة الرب لم تخطئ نداماه
فى سكرة المحو حين الحق أشهده .:. بحضرة القدس أفناه فأبقاه
ومن يمت بفناء القرب يحي به .:. فموته عن حظوظ النفس محياه
فقل لمن عميت جهلا بصيرته .:. هنا من النور أهداه وأسناه
وقل لمن كدرت بالطين صورته .:. هنا من الروح أنقاه وأصفاه
قم أيقظ النفس من غافى مشاعرها .:. وأرهف القلب إحساسا بمعناه
لا يسمع الحق من فى قلبه صمم .:. ولا تسيغ نداء الروح أذناه
وليس يبصر نور الله من غشيت .:. من ظلمة الرجس والآثام عيناه
هو الطريق الذى ما ضل سالكه .:. يوما ولا جمحت فيه مطاياه
بحر الحقيقة أسرار محجبة .:. من خاض لجته يعرف خفاياه
وكم على الشط من صاد لمورده .:. الوجد أرقه والشوق أضناه
تحرقت روحه اللهفى فراح على .:. شوق تلوح للربان كفاه
رباه خذ بيدى وارحم ضراعتها .:. أنا الغريب بدنيا الناس رباه
أنا الغريق ونار الشوق تلفحنى .:. أواه من لفحات الشوق أواه
رف الشراع على فلك النجاة وقد .:. سرى وباسمك مجراه ومرساه
فخذ مع الركب مشتاقا لصحبتهم .:. وإن تناءت به عنهم خطاياه
إن لم يكن لى من جاه ليلحقنى .:. بالسالكين ففى حبى لهم جاه
أو كان لى من ذنوبى ما أنوء به .:. فرب ذنب كريم الصفح غطاه
وإن ذوى أملى يأسا تداركه .:. من غيث لطفك إحسان فأحياه
كم معدم من غناء الصالحات أتى .:. لبحر جودك يا ربى فأغناه
وغارق فى خضم من مآثمه .:. قد لاذ بالمرفأ الأسنى فنجاه
ورب مستوحش بالبعد منقبض .:. منحته أنس بسط منك أدناه
ومضا من الشعلة الكبرى تضئ به .:. نفسى وتعرج روحى فوق مرقاه
ونفحة من عبير القدس تنفحنى .:. فأنثنى وأنا بالعطر تياه
ورشفة من رحيق الحب تسكرنى .:. وجدا وتذكرنى ما كنت أنساه
ونبرة من أغانى الخلد تجعلنى .:. صداح أيك على أفنان طوباه
يا رب بابك حصن: من يلوذ به .:. ينجو وتؤمن فى الدارين عقباه
لقصيدة من رحيق
التوحيد(هذا آخر اسم ارتضاه لها شاعرها) أكثر من حكاية فقد أهداها الشاعر
لصديقه العالم الشاعر محمد متولي الشعراوي الذي ارتبط به بصداقة حميمة منذ
أن كانا في معهد الزقازيق الثانوي وبعد ذلك في كلية اللغة العربية ولكن أحد
أصدقاء الشاعر بجمعية من الجمعيات الصوفية أخذها وضمنها السيرة الذاتية
لشيخ الطريقة بدعوي أن الشاعر حسن جاد أهداها إياه ولكن الشاعر نفي ذلك
تماما وأعلمني أن صاحبه إنما ضمنها سيرة شيخه دون علم شاعرنا وفي آخر
مراجعة لديوانه أثبتناها مهداة للشيخ الشعراوي رحم الله الجميع.
وبالقصيدة بعض التعديلات أوافيكم بها لاحقا إن شاء الله.
الشاعر الدكتور حسن جاد (1914-1995م)
كتاب تفضّل أخي الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع بتزويدي
به يحمل في طرته اسماً يستحقه المترجم له بجدارة: من أعلام الأدب العربي
المعاصر، عني المؤلفان فيه: بالمختارات الشعرية لهذا الشاعر، ودراستها، حيث
يقع في (174) صفحة من القطع المتوسط، صدر في طبعته الأولى بالقاهرة، عن
هبة النيل العربية للنشر والتوزيع عام 2008م بالقاهرة لم يوضع في هذا
الكتاب: مقدمة ولا خاتمة، ولا فهارس.
إلا أن صفحة حملت إهداء هذا نصه: إلى العالم الجليل الناقد الأدبي الكبير
الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، وكيل جامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية (سابقاً) نهدي هذه المختارات المنتقاة من شعر د. حسن جاد
تحية له، وتقديراً لوفائه وعطائه الإنساني النبيل، ودوره الحضاري في إثراء
الثقافة العربية والإسلامية.
فالشاعر عرف المملكة العربية السعودية، مهد العروبة، وموطن المقدسات
الإسلامية، التي ترنو إليها النفوس، وتتطلع إليها الأفئدة، وعرفه أبناؤها،
عندما جاء معاراً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في عام
1960- 1961م.
وفاء متبادلاً، وتقديراً لمكانته وأدبه.. حيث كان أستاذاً في كلية اللغة
العربية، فتركت تلك الفترة أثراً عميقاً في نفسه، استمر معه طوال عمره، ففي
الرياض، عبر عن ذلك، بإحساس الشاعر المرهف، بقصيدته (نجد) التي تركت صدى
كثيراً لدى طلابه، وغيرهم من العلماء، فتداولوها ورددوها، حيث تعتبر ملحمة
تاريخية، وعدد أبياتها (91) بيتاً.
قال في مطلعها: هذه القصيدة قيلت في الرياض بنجد، حين كنت مبعوثاً إلى هناك عام 1960م.. ثم بدأها بقوله:
تلك الرياض وهذه نجد .:. الشعر والتاريخ والمجد
ماضي العروبة في مفاخرها .:. وعلى رباها رفرف الخلد
وأرومة الفصحى وقد درجت .:. في حجرها، وصفا لها الوِرد
(يريد بحجرها: اسم الرياض قديماً حجر اليمامة)
شب البيان العبقري بها .:. فرعته وهي العبقر مهد
وعلى ثراها من مشارعه .:. هطل الحيا، وتفجر الصلد
ولا تجد طالباً ذلك الوقت إلا ويحفظها، فهي تستعرض تاريخ نجد والجزيرة من
أيام الجاهلية، والتاريخ الإسلامي والمواقف وتاريخ الدرعية، ومسيرة الملك
عبد العزيز - رحمه الله - لتوحيد البلاد، ولذا يجد القارئ نفسه الشعري
طويلا.
وانطبعت لديه ذكريات عن الرياض وأهلها، وخاصة الطلبة الذين تتلمذوا عليه،
إذ رسخت ذكرياته عنهم حتى آخر حياته: بالذكاء والجدية في طلب العلم، وعبر
عن ذلك في حديثه أكثر من مرة، بأنه مع زملائه المدرسين يقضون جل وقتهم في
القراءة والمذاكرة، كأنهم طلبة يستعدون للامتحان، ولما سألته عن السبب،
قال: نحضر لإلقاء الدرس، لأننا أمام طلاب في مستوى المعلمين، لكثرة
اطلاعهم، وعمق نقاشهم.
ولذا لما تعين عميداً لكلية اللغة بالأزهر، حرص على الإشراف في الدكتوراه
على مجموعة من الطلاب، أذكر منهم بدون حصر، مع المعذرة لمن سها عليّ ذكره:
الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين، والأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن
الربيع، والأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني، والأستاذ الدكتور عبد الله
عسيلان.. ولا شك أن كل من أشرف عليه، له معه ذكريات تنبئ عن إخلاصه وصدقه،
وحرصه وأمانته، فأذكر موقفاً واحداً، ينبئ عن مكانة هذا الرجل، فقد اتصلت
به راغباً مقابلته، وعرض ما توصلت إليه من رسالتي، التي كانت في مراحلها
الأخيرة.. فوافق.
فجئته بعد العصر، فأخذها ليقرأها، ثم يناقشني فيما ظهر له كما هي عادته..
فلفت نظره أنني حصلت مخطوطة مهمة، في فصل، فقال: لقد هضمت نفسك ألا تعرف أن
المخطوطة من أهم ما يجب على الطالب؟، ولو قلتها لي قبل الآن لكانت هي
الموضوع.. أما وقد قطعت مرحلة كبيرة فعليك أن تلاحظ ما يلي: الفصل الذي فيه
المخطوطة اجعله باباً بثلاثة فصول، وسماها لي والبقية حولها إلى فصول في
باب آخر، ووجهني للتسميات، وأهمية إبراز المخطوطة.
فخرجت من عنده بعد أن صلينا العشاء، وفي سكني ومع مراجعي بدأت العمل، ولم
أذق طعاماً ولا نوماً، حتى انتهيت مما قال لي.. فهاتفته في اليوم التالي
لأعرض عليه ما وصلت إليه، فلما أطلعته وألقى نظرة على ما تم، قام ومعه
الرسالة كاملة، وأخرج مفتاحاً لدولاب في سكنه، وأودع الرسالة كاملة، ورجع
إليّ قائلاً: يا بني أنتم معاشر الأفواج الأول في الكلية، ترهقون أنفسكم..
ولذا اعتبر نفسك في إجازة لمدة نصف شهر تفسح وسافر في أطراف مصر وأرح نفسك
ولا تضر بصحتك، فهذا عملته مع زملائك من قبلك رأفة بكم.. بعد ذلك تعال إليّ
لتجدني قد قرأتها وهيأت التوجيهات وأقرأ ما شئت من الصحف وغيرها هذه
الأيام.
وأخذت بمشورته، فأخذتها رحلات متوالية، وبعدما انتهت المدة هاتفته، فأذن لي
بالحضور فإذا هو قد وافق لي بالطبع، ولما كان قد بقي على إكمال المدة
الأقصر نظاماً، للطالب ليناقش 6 شهور، قال لي سأطلب الاستثناء عن هذه
المدة، وقد تيسر مع فلان وفلان، وعدّ لي عدداً من السعوديين فتح المجال لهم
بتقرير مني عن مستوياتهم ونشاطهم فستكون مثلهم.
والشيخ حسن - رحمه الله - شاعر مجيد، ففي عام 1987م أقيم مهرجان شعري كبير
ضم شعراء مصر نساء ورجالاً، فنصبوه عميداً للأدب العربي لكنه وبتواضعه، رأى
نفسه دون المستوى والأهلية فتنازل، وقد كانت له مكانة في المحافل بمصر
لأنه كريم وعفيف النفس، إذ في عام 1976م عين عضواً بلجنة الشعر، بالمجلس
الأعلى للفنون والآداب.
وفي عام 1981م منحه الرئيس أنور السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة
الأولى، وفي الغلاف الخارجي لهذا الكتاب صورت البراءة بهذا الوسام بتاريخ
30 مارس 1981م.
وتقاعد في عام 1989م لكنه عين أستاذاًَ متفرغاً بكلية الدراسات الإسلامية
والعربية بجامعة الأزهر، إلا أنه بعد ذلك قرر الزواج في آخر عمره، لعل
كابوس الحزن على ولده، الذي تغذيه بناته وزوجته، يخف عنه، فذهب للزقازيق،
منتقلاً بعمله بفرع الأزهر، ومتأهلاً مع زوجته الأخيرة، تاركاً لبناته
وزوجته بيته في السيدة زينب بالقاهرة، فارتاحت نفسيته قليلاً، وساعده على
تخفيف الوطأة أن كان يقول: عوضني الله بطلاب أوفياء.
أما ابنه الوحيد محمد فقد اختطفته يد المنون في عام 1973م وهو يستعد لدخول
الثانوية العامة، حيث شعر بفقده فقدان ما كان يؤمله في شيخوخته، فتأثر بذلك
كثيراً، وظهر أثر ذلك على ارتسام الحزن عليه، ورصد ذلك شعراً في قصيدة
تبلغ (98 بيتاً) طبعها في كتيب يطالع غلافها القراء بصورة ابنه هذا، ثم
ألحقها بقصيدة أخرى، عنوانها (في مقبرة البساتين) وهي المقبرة التي دفن
فيها ابنه تبلغ (43 بيتاً). بث فيها أحزانه وأشجانه وآلامه النفسية. وقال
نثرا: عليك يا ولدي الوحيد، أسكب هذه العبرات الشعرية الحزينة، رثاء لك
وتفجعاً عليك، ولوعة لمصابك، وحسرة على شبابك، وفيك يا بني الحبيب أبكي
بالقصيد المعول، والقوافي النادية، وجودي الذي فرغ، ونوري الذي انطفأ،
ومددي الذي انقطع وظلي الذي زال وأملي الذي ضاع ورجائي الذي خاب إلى آخر
هذه المقدمة الحزينة.
فقصائده التي انطبقت مع حالته، تذكر بالخنساء وبكائها لأخيها صخر، وهي من غرر الشعر، وكان يوزعها على كل من زاره ومطلع تلك المرثية:
ودعت فيك صفاء العيش يا ولدي .:. يا طول همي ويا حزني ويا كمدي
لم يبق بعدك معنى للحياة، ولم .:. يعد بها أمل أحيا بعد لغد
من شاقه المال والجاه العريض فقد .:. عزفت عن جاهها أو مالها اللبد
وقد مات - رحمه الله - كفيفاً، لعله من أثر الحزن الطويل على ولده، وله عدة مؤلفات وداووين.
مما وقع بعد وفاة رسول الله
قال ابن كثير في تاريخه: ومن أعظم الأمور التي وقعت، وأجلها وأيمنها بركة
على الإسلام وأهله، بيعة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وذلك لأنه - عليه
الصلاة والسلام - لما مات كان الصديق قد صلى بالمسلمين صلاة الصبح، وكان
إذ ذاك قد أفاق رسول الله، إفاقة من غمرة ما كان فيه من الوجع، وكشف ستر
الحجرة، ونظر إلى المسلمين وهم صفوف في الصلاة خلف أبي بكر فأعجبه ذلك،
وتبسم - صلوات الله وسلامه عليه - حتى هَمَّ المسلمون أن يتركوا ما هم فيه
من الصلاة لفرحهم به، وحتى أراد أبو بكر أن يتأخر، ليصلي في الصف، فأشار
إليهم أن يمكثوا كما هم وأرخى الستارة.
وكان آخر العهد به - عليه الصلاة والسلام - فلما انصرف أبو بكر - رضي الله
عنه - من الصلاة، دخل عليه وقال لعائشة ما أرى رسول الله إلا وقد أقلع عنه
الوجع، وهذا يوم بنت خارجه، يعني إحدى زوجتيه، وكانت ساكنة بالمنح شرقي
المدينة.
فركب فرسه، وذهب إلى منزله، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اشتد الضحى من ذلك اليوم، وقيل عند زوال الشمس.. والله أعلم.
فلما مات واختلف الصحابة، فيما بينهم فمن قائل يقول: مات رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ومن قائل لم يمت حين بلغه الخبر، فدخل على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - منزله، وكشف الغطاء، عن وجهه الكريم، وقبله وتحقق أنه
قد مات، ثم خرج إلى الناس، فخطبهم إلى جانب المنبر، وبين لهم وفاة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، كما قدمنا وأزاح الجدل الذي وقع فيه الناس،
وأزال الإشكال، - رضي الله عنه -.
ورجع الناس كلهم إليه، وبايعه في المسجد جماعة من الصحابة، ووقعت شبهة لبعض
الأنصار، وقام في أذهان بعضهم جواز استخلاف: خليفة من الأنصار، وتوسط
بعضهم بين أن يكون أمير من المهاجرين، وأمير من الأنصار، حتى بيّن لهم
الصديق: أن الخلافة لا تكون إلا في قريش، فرجعوا إليه، وأجمعوا عليه، كما
سنبينه وننبه عليه (البداية والنهاية 5: 244).
...........................
*الجزيرة، العدد (13098)، في 8/8/2008م
[size=16]د. حســن جــاد الـشـاعـر الإســلامــيّ الـهَــجّّــاء!
من ينفض الغبار عن مخطوطه الشعري؟
عندما يكون الحديث عن أستاذٍ صديق لابد من أن يجد الإنسان شيئاً من حرج في
الحديث عنه، لا لشيء سوى أن الحديث متطلب الإفاضة في ذلك، حتى في تلك
الأحاديث التي تدور بين الصديقين عادة..
والأستاذ حسن جاد حسن كان أستاذاً وصديقاً وعميداً للكلية التي كنت فيها من
الدارسين، بل رئيساً للقسم الذي أنتسب إليه وهو قسم الأدب والنقد، لكن لا
علينا سوف أنحي كل الأحاديث إلا شيئاً من بعض ما يتصل بالأدب منها، وبخاصة
أني أستقبل قراءة كتاب ألف عنه هو شعر الدكتور حسن جاد، كتب الكتاب أستاذان
جليلان صديقان أيضاً هما الأستاذ الدكتور حسين علي محمد، والأستاذ الدكتور
صابر عبدالدائم، فأما المؤلفان فأولهما يعمل في قسم الأدب بكلية اللغة
العربية بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأما الثاني فعميد
كلية اللغة العربية بالزقازيق في مصر وهي تابعة لجامعة الأزهر، ويقع الكتاب
في أربع وسبعين ومئة صفحة من القطع المتوسط.
ولا أستبق الأحداث فأتحدث عن الكتاب وما اشتمل عليه بل سأوثر نفسي برواية
شيء من خبر تلك اللقاءات التي عمرت بأحاديث الأستاذ الدكتور حسن جاد..
كنا نذهب إليه في منزله، ثم اتفقنا معه على أن نذهب إليه في مقهى السيدة
الذي زينب يُصعد إليه هناك لكونه يقع فوق المحلات التجارية ثم عرضت عليه-
رحمه الله- عليه أن يكون اللقاء في منزلي في (المنيل) فوافق، وكان يأتي
إليَّ في صحبة الزميل محمد أحمد التابعي- وكان ذلك الساعة السابعة مساء من
كل يوم، فيبقيان إلى الساعة الواحدة تقريباً، وكانت تدور أحاديث كان
الأستاذ عمدتها وراويها فظفرت من ذلك بإحدى قصائده مسجلة بصوتها رحمه الله
وهي التي مطلعها:
بشراك ياصاحب الأغنام والنوق .:. قد عينوك عميداً بالزقازيق
وقد استنسخها مني بعض الزملاء المحبين لحبيبنا رحمه الله الدكتور حسن جاد،
ومن هؤلاء الابن الزميل الأستاذ الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي.
وكان الأستاذ الدكتور حسن يتحفنا كثيرا بالأحاديث الطريفة التي لو وقفت
الحديث على روايتها لضاق بها المجال، لكني أروي طرفاً منها لطرافته. وسبق
أن أشرت إلى شيء من ذلك عند الحديث عن حسين شفيق المصري الذي لقب بأبي نواس
الجديد الذي اشتهر بالشعر (الحلمنتيشي) وقد روى الشيخ كثيراً من شعره كمثل
قصيدته الدالية التي حاكى فيها معلقة (طرفة بن العبد) التي يقول في
مطلعها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد .:. تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
أما قصيدة حسين شفيق فمطلعها:
لزينب دكان بحارة منجد .:. تلوح به أقفاص خبز مقدد
ومنها:
فما لي أراني وابن عمي مصطفى .:. متى أدن منها ينأ عنها ويبعد
يقول وقد ألقى الرغيف وسابني: .:. ألست ترى زوجها عويس بن أحمد؟
ومن طرائف ما رواه الأستاذ الدكتور حسن جاد أن أحد ملاك الإبل والأغنام كان
عضواً في البرلمان المصري وكان اسمه حمدان وفي إحدى الجلسات غلبه النوم
فلما استيقظ سأل من بجانبه عما يتحدثون وكان المسئول ماكراً فقال إنهم
يتحدثون عن لحم الإبل ووجوب منعه لكونه كلحم الخنزير ضاراً بالإنسان فطلب
الرجل الكلمة فأعطيها فصار يدافع عن لحم الإبل ويبيّن منافعه وكذب الذين
يقولون إنه ضار ثم قدّم استقالته ومضى فقال فيه الشاعر معارضاً ميمية
البوصيري التي مطلعها:
أمن تذكّر جيران بذى سلم .:. مَزجَتْ دمعاً جرى من مقلةٍ بدم
أما المعارضة فمطلعها قوله:
أمن تذكر رعي النوق والغنم .:. ضربت نفسك يا حمدان بالصُرم؟
والمقصود بالصرم هنا الأحذية البالية فهي جمع صرمة.
وكنت حريصاً على تسجيل شعره غير أنه كان يعتذر بعدم وجوده معه، وأحسبه غير
صادق وبخاصة تلك القصيدة التي هجا فيها الشيوخ الذين رسَّبوه في بداية
التحاقه بالكلية.*
وعودة إلى الكتاب الذي نحن بصدده نجد أن المؤلفين قد اقتسما الحديث عن
الشاعر حسن جاد، فبدأ الأستاذ الدكتور حسين علي محمد نصيبه بترجمة موجزة
تحدث بعدها عن شعره الإسلامي، ومنه قوله في ذلك: (شعر حسن جاد حسن يضمه هذا
الإطار، وحتى قصائده الأخرى في الرثاء والوصف والهجاء يسري فيها تيار
الإسلام مشكلاً عمودها الفقري، ومضيئاً نبراساً إسلامياً لا تخطئه العين من
خلال شعره).
ومن هذا خلص إلى شعره القومي والوطني وفيه ذكر جملة من القصائد كان منها قوله:
بني العروبة هذا فجر وحدتكم .:. دانت لمشرقه الأيام والحقب
وقد ضمكم فيه إخوانا وجمعكم .:. مشاعرا بينها الأرحام والنسب
فأحكموا العروة الوثقى بوحدتكم .:. تعنو لعزتها الأفلاك والشهب
مدوا لها في ربوع الشرق أروقة .:. يشدها من شبا عزماتكم طنب
إن ترفعوا صرحها تحموا عرينكم .:. فلا تلمّ به الأحداث والريب
لا يقصد الذئب إلا كل قاصية .:. من القطيع عليها وحدها يثب
إذا أتمت شعوب العرب وحدتها .:. عزت عروبتها واستعصم العرب
ومن شعره القومي والوطني انتقل إلى شعره الساخر وهو لون من ألوان الهجاء
حقيقة ولعل عنوانه الساخر هو الذي أنجاه من الحذف الذي أعمله فيه صابر
عبدالدائم حيث حذف عشر صفحات من حديث زميله الدكتور حسين. وإذا كنا قلنا إن
شعره الساخر لون من الهجاء فإن شاهد ذلك يأتي على لسان الشاعر نفسه وهو
قوله:
هجاؤك يا ضلّيل قرض من القرض .:. وذمك عند الله من أحسن القرض
نسينا بك الشيطان لما نسخته .:. وبؤت بلعنٍ في السموات والأرض
وقد كان في الأذهان غير مشخّص .:. فشخصته للعين بالطول والعرض
تماديت في التضليل ركضاً كأنما .:. أمنت على الأيام عاقبة الركض
وأرسلت كالمخلاة لحية زائف .:. لتستر ما تخفي من الحقد والبغض
وفي حديث الدكتور حسن علي محمد ما يؤكد تفوق الشاعر في كثير من الأغراض
الشعرية ولكنه اشتهر بقولهم إنه (هجّاء مصر الأول) ويعنون بذلك وفرة شعره
في الهجاء وقلته في غيره، وهذا غير صحيح، كما يثبت ذلك في الحديث الدكتور
حسين علي محمد الذي أورد من شعره الإسلامي والقومي والوطني والساخر ما يؤكد
سهمه الوافر في مثل هذه الميادين.
ثم إن الدكتور حسين والدكتور صابر عبدالدائم قد اقتسما الحديث عن حسن جاد
بحيث يكتب كل واحد منهما خمساً وثلاثين صفحة فكتب الدكتور حسين نصيبه الذي
شمل شعر الهجاء ذلك الذي به سُمي الدكتور حسن جاد (هجّاء مصر الأول) وكان
من الطبيعي أن يذكر الدكتور حسين ما هجا به حسن جاد الأزهر ورجاله فتورع عن
ذلك الدكتور صابر وحذف عشر صفحات مما كتب الدكتور حسين، هكذا قال لي حسين
والله أعلم.
ومن هنا لم يتحدث أحد عن شعر الهجاء ذلك الذي اشتهر به حسن جاد رحمه الله ومنه قصيدته القافية التي ظفرت بتسجيلها بصوته كما أسلفت.
كذلك لم يذكر واحد من الكاتبين شيئاً مما هجا به حسن جاد شيوخه وزملاءه من أهل الأزهر.
وأحسب أن ما اختاراه من القصائد كنماذج لشعر حسن جاد أول دليل على تصرف السيد العميد أ. د. صابر عبدالدائم.
وفي الصفحة 26 يبدأ الدكتور صابر حديثه عن أ. د. حسن جاد حيث يعقد هذا العنوان (الشاعر حسن جاد عبقرية صنعها الحرمان ونسيها الخلان).
وهذا يذكرني بالعنوان الذي عقده عزيز ضياء لكتابه (حمزة شحاته: القمة التي
لم تُكتشف) وإن ندّ ما بين العنوانين من مسافة الصدق والكذب أو الحقيقة
والمبالغة، فلننظر ما يقول السيد العميد.
تحدث الدكتور صابر أول ما تحدث عن شعر حسن جاد بوجه عام وعن نشره ديوان شعره ومما قاله عنه:
(لم يعن بموهبته التي منحه الله إياها..، ولم يتعهدها بالرعاية بما يضمن
لها النمو والتنوع والتفتح، وشاهد ذلك أنه لم يقدم على مغامرة طبع ديوانه
الكامل في حياته).
وكأنه بذلك يعيب على حسن جاد نبذه شعر التفعيلة الذي برز فيه الدكتور صابر
والدكتور حسين ولذا أورد شطرا من قصيدته التي عاب فيها الميل إلى شعر
التفعيلة فقال:
والشعر موسيقى الكلام مفصلا .:. لا ما يبعثر نظمه ويفرق
صور شجيات الرنين أصيلة .:. لا ما يزوّر نسجه ويلفق
عربية القسمات لا عجمية .:. فالشعر نعم اليعربي المعرق
صداحه شاق البلابل شدوه .:. والروض نشوان الخمائل شيق
أقرع به سمع الزمان فإنه .:. زمن أصم المسمعين مخرق
على أن الدكتور صابر يعود فيقول معترفاً بشاعرية حسن جاد: «ويظل شعر حسن
مخطوطاً ينتظر من يتولى نشره للناس حتى يفوح عبقه، وينتشر عبيره، وحتى يعود
صوته الشعري إلى الحياة الأدبية من جديد.. يعلن منظوره ورؤيته للعالم من
خلال تصوره للشعر والشعراء..».
ويتحدث د. صابر عن موقف حسن جاد من شعر التفعيلة وأنه لا يمثل رفضه الجديد
بوجه عام وكأنه بذلك يعتذر للشاعر، ولا موجب للاعتذار... على أنه ينزع إلى
تناول شيء من هجائه من غير أن يسمي المهجوّ فيروي قوله:
العبقري به يضيع ترفعا .:. ويفوز فيه الجاهل المتملق
والأحمق الرعديد في ميزانه .:. بطل ولو لاقاه هِرّ يَفْرق
والعجز زهد، والفهاهة حكمة .:. والجبن حلم، والصراحة موبق
وهذا ظاهر في شعره الذي يقول فيه:
سبحان من قسم النعمى فسائمة .:. مرزوقة وأريب غير مرزوق
ومثل هذا كثير في شعر الرجل أسلفنا الإشارة إلى شيء منه، أعني أنه يعتد
بنفسه ويرى غيره دونه، وله الحق في ذلك وإن لم يصدق في جميع الأحوال.
ويصف شعر حسن جاد بالمزج بين الكلاسيكية والرومانسية والواقعية ولكنه يعود
فيقف على الكلاسيكية في الصفحة التي تلي صفحة قوله الأول وهي ص21. ثم يعود
فيمثل لقوله الأول بقصيدة (المكفوف) التي روى أبياتاً منها حتى إذا فرغ من
ذلك عرج على قصيدته في محمد إقبال فأعجب صابر بوصف إقبال بشاعر الإسلام
وهذه مسألة فيها نظر.
على أن الدكتور صابر يعود إلى خلط المفاهيم في قوله فيذكر أن حسن جاد كثير
الاستعمال للألفاظ الرومانسية فمثّل لذلك بجملة من الألفاظ ص 35 و ص36 على
أنه يعود فيلحق الشاعر بالمتصوفة في ألفاظه وهذه مسألة لها وقفة.
وفي ص37 يحكم صابر على الشاعر جاد بأنه متأثر بمدرستي (المهجر و أبولو)
فيقول: (وتأثره الفني بمدرستي المهجر و أبولو في العصر الحديث). وهذا حكم
محتاج إلى وقفة مع ديوان الشاعر ذلك الذي سنتحدث عنه مستقبلاً.
لكنا نسأل أستاذنا الدكتور صابر عن أبولو أهي مدرسة أم جماعة؟ إن المدرسة
لها ضوابطها وحدودها التي تقف عندها، وليست أبولو كذلك فهي جماعة وليست
مدرسة وقد خلط الناس في الحديث عنها.
ويُنهي الدكتور صابر حديثه عن حسن جاد بقوله:
(وهو شاعر كبير.. يمتلك زمام اللغة، وناصية البيان، وصدق الإحساس، ودقة الشعور، وجزالة اللغة، وبراعة التصوير، وفخامة الأسلوب..).
ثم عدَّد أسماء ثلة من رجال الأزهر طالب بتكريمهم متمثلاً في طبع مؤلفاتهم
وهذا حسن لكونه يعيد الحق إلى أصحابه، وذلك أن أحدهم قد سرق مؤلف الدكتور
حسن جاد عن الأدب المقارن فنسخه على الآلة ثم قدمه لأحد أولئك الذين أورد
الدكتور صابر أسماءهم ليقدم له ففعل وكانت النتيجة أن رُقي السارق إلى درجة
أستاذ مساعد (مشارك عندنا) وكلهم قد توفوا رحمهم الله وعفا عنا وعنهم.
وذيل الدكتور صابر حديثه بالثناء على الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع الذي تكفل بالنفقة على طبع الكتاب.
وفي الصفحة 46 تبدأ المختارات الشعرية وهي ثلاث وعشرون قصيدة، نختار منها قوله في مطلع قصيدته (نجد):
تلك الرياض وهذه نجد .:. الشعر والتاريخ والمجد
ماضي العروبة في مفاخرها .:. وعلى رباها رفرف الخلد
وأرومة الفصحى وقد درجت .:. في حجرها، وصفا لها الورد
شب البيان العبقري بها .:. فرعته وهي لعبقر مهد
وعلى ثراها من مشاعره .:. هطل الحيا، وتفجر الصلد
كم أطلعت من شاعر هتفت .:. بقصيده الآرام والأسد
عصم إذا ثهلان رجّعها .:. صفت الربا، وتلفت الوهد
يا نجد أين صباك ملهمة .:. للشعر وهي رقيقة رود
مسكية النفحات ضمخها .:. العبهر المنضود والرند
والبرق حَنّ لخفق وامضه .:. قلب المشوق فكاد ينقدّ
كم شامه اللهفان مدّكراً .:. وتوهمته حليها الخود
وشميم ذياك العرار وقد .:. دق العشي وراق يا نجد
ثم أورد الأستاذان جملة من المختارات تبدأ في ص46 وتنتهي في مئة وست وستين
صفحة وهي ثلاث وعشرون قصيدة دار حولها كثير من أحاديث المؤلفين.
ومما يلاحظ أن المؤلفين لم يضعا فهرساً للكتاب، الأمر الذي يضطر معه المتخير إلى تقليب جميع الصفحات وهذا غير مقبول.
ولو لم يكن من مؤلفهما إلا أنه خدم شيئاً يسيرا من جوانب حياة الرجل
لكفى... وهو الذي كان سجلاً عجي
من احفاده
شاعر العاطفة محمد السعيد عبد الهادى جاد حسن عطالله
هذه صورة الشاعر تم التقاطها بتاريخ 10/12/1968 في استوديو آدم بالقاهرةأردت أن أجعلها إضافة لمحبييه وعشاق شعره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الشاعر الدكتور حسن جاد حسن
( 1914 – 1995م )
1 – ترجمة موجزة :
ولد حسن جاد حسن عطا الله فى قرية منشأة الجمال التابعة لمدينة منية النصر
بمحافظة الدقهلية عام 1914م، ونشأ فى أسرة متدينة، متواضعة الحال .
توفى والده وهو فى الخامسة من عمره فكفلته أمه، وأدخلته كتاب القرية فحفظ
القرآن الكريم، والتحق بمعهد دمياط الابتدائي عام 1926م، وكان من زملائه
فيه : الشيخ محمد خاطر (مفتى الديار المصرية الأسبق)، والشاعر طاهر أبو
فاشا.
ثم التحق بمعهد الزقازيق الثانوي عام 1930م، وكان من زملائه فيه : الشيخ
محمد متولي الشعرواي، والدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، والدكتور محمد
العلائي، والشيخ أحمد الشرباصي، والدكتور محمد الطيب النجار .
ثم التحق عام 1935م بكلية اللغة العربية التي تخرج منها، ثم حصل على الدكتوراه فى البلاغة والنقد سنة 1946م .
وتدرج فى المناصب حتى صار رئيسا للقسم عام 1967م، وعميدا للكلية عام 1978م .
وقد أعير خلال عمله أربع سنوات إلى السعودية وليبيا .
وقد فجع عام 1973م بفقد ولده الوحيد، فحزن حزنا شديدا ً وضعف بصره حتى فقده تماما، وازداد انطواءً على نفسه .
وقد رثى ولده بقصيدة يعدها النقاد من عيون الرثاء فى الشعر العربي ومطلعها :
ودعت بعدك صفو العيش يا ولدى .:. يا طول همي، ويا حزني، ويا كمدى
لم يبق منى سوى رسم نلوذ به .:. من لوعة القلب، أو من حرقة الكبد
وقد توفى عام 1995م، عن واحد وثمانين عاماً .
تأملات فى شعر حسن جاد حسن
2 – شعره الإسلامي :
يحتل الشعر الإسلامي قسما كبيرا من شعر حسن جاد حسن، وفيه دعاء وابتهال إلى الله كمثل قوله فى قصيدة " دعاء "
يا سميع الدعاء للسائلينا .:. ومجيبا ضراعة الضارعينا
يا مغيث الملهوف، يا كاشف الضر .:. عن اليائسين والبائسينا
أنت ملء السماء والأرض نورا .:. تجتليه بصائر المؤمنينا
ومن الضراعة والدعاء ينتقل إلى نقد المجتمع الذي ابتعد أفراده عن صراط
الدين المستقيم، وشاع المنكر بينهم، واستعر الحقد بين نفوسهم فبعدوا عن
ضياء الدين وهديه :
صدف الناس عن سناك فضلوا .:. من عماهم صراطك المستبينا
وأذلوا النفوس حرصا وشحا .:. فهوت تحت أرجل الواطئينا
واستمرت ضراوة الحقد حتى .:. وأد الحب فى القلوب جنينا
مأتم تندب الفضيلة فيه .:. خلقا مات أو ضميرا طعينا
رب لا تأخذ الضعاف بذنب .:. قد جناه فى ملكك الظالمونا
ويتحدث عن القرآن الكريم فى قصيدة «من وحى القرآن الكريم» التي يبدؤها بقوله :
يا ساقي الأرواح من كاساته .:. روحى فداك فهات جامك هاته
ويقول فيها :
عين من الفصحى، ونبع هداية .:. يشفى غليل الروح عذب فراته
يحيا به ميت القلوب بشاشة .:. كالجدب أحيا الغيث ميت نباته
السحر كل السحر فى ألفاظه .:. والجرس أحلى الجرس فى نبراته
أعيا العقول معانيا ومراميا .:. ورمى فحول القول عن صهواته
ويحظى ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالكثير من قصائد حسن جاد حسن التي
يمكن أن ندرجها تحت المديح النبوي؛ وفيها يتناول مولد النور، والهجرة
الشريفة، وبعض الأحداث التي مرت بها السيرة الذكية .
وهو – غالبا – ما يتناول – صورة الكون قبل مجيء النبي، ثم يصور العالم بعد قدومه – صلى الله عليه وسلم – ليبرز المفارقة .
ويتناول صفات النبي – صلى الله عليه وسلم – ليستنهض عزائم المسلمين الذين
صاروا فى آخر الصفوف، كى ينهضوا ويحققوا مكانتهم فى الدنيا .
يقول حسن جاد حسن فى قصيدته " مولد النور "
والكون مشبوب الضرام مفزع .:. قد لفه ليل الضلال المطبق
والناس فوضى لا ترى من بينهم .:. إلا عبيد حجارة لا تنطق
ضلوا عن الحق القديم يصمهم .:. بغى ويعميهم هوى وتشدق
وإذا البصائر بالعماية أظلمت .:. لم يستبن نور السماء محدق
حتى أراد الله رحمة خلقه .:. والله يلطف بالعباد ويرفق
ويخاطب فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنه علم البيان، وأنقذ به الناس
من رجس الضلال بعد أن عم الفساد والموبقات، وجعل المسلمين أخوة فلا طاغ
ولا متكبر بينهم :
يا من أعاد إلى الوجود شبابه .:. فكساه حلته الربيع المونق
وجرى على فمه البيان كأنه .:. نبع تفجر أو حيا يتدفق
أنقذت من رجس الضلالة أمة .:. دب الفساد بها وشاع الموبق
وجعلت شرعتها الإخاء فلم يعد .:. طاغ يسود ولا ضعيف يوثق
وينتقد تفرق المسلمين وضياع شأنهم فى عصرنا، بعد أن كان لهم مجد، وكانت لهم حضارة شامخة ترفرف رايتها فى كل مكان :
لما أضاع المسلمون زمامها .:. غزت الخطوب ديارهم فتفرقوا
ناموا على المجد القديم، فإن صحوا .:. فعلى أديم بينهم يتمزق
جهد يبدد فى القشور وليته .:. فى جمع شملهم المشتت ينفق
ما بين محجوب الحجا متعصب .:. ومفرط فى دينه يتزندق
ووراء شعره الإسلامي روح مسلمة تذوب حبا فى عقيدتها، وقلب يفيض عشقا لتلك
البلاد الطاهرة التي شهدت نشأة النبي – صلى الله عليه وسلم – ومهجره .
يقول فى قصيدة " فى ظلال الكعبة " – معبرا عن مكانه البيت الحرام والكعبة المشرفة فى وجدانه ووجدان كل مسلم :
يا حمى الكعبة والبيت الحرام .:. لك يا أم القرى منك السلام
قد دعانا الشوق يا مهد الهدى .:. فأجبناه ولبينا الهيام
أوردينا الكوثر العذب الذي .:. ينقع الغلة فينا والأوام
كم وردنا زمزما فى ظمأ .:. فشفتنا من تباريح السقام
واستلمنا الركن فانحابت لنا .:. كرب كنا نعانيها عظام
لك يا رب سعَينا خشعا .:. وإلى بيتك جئنا فى الزحام
وإلى الأرض التي باركتها .:. نفزع اليوم بآمال جسام
شب فيها الدين مرهوب الخطأ .:. عبقريَّ النور يجتاح الظلام
وسرى فى كل أرض رافعاً .:. راية المجد عزيزا لا يضام
رب رحماك فهل من صحوةٍ .:. فى صداها البعث للقوم النيام ؟
وله قصائد إسلامية فى محمد إقبال، و الشيخ محمد متولي الشعرواى، والإمام
السنوسي، والشيخ محمود شتلوت، والدكتور محمد عبد الله دراز، ومحمد على كلاي
..... وغيرهم .
وفى هذه القصائد يوضح أثر الإسلام عقيدة ومنهاج حياة فى بناء هذه الشخصيات نفسا وفكرا وسلوكاً.
يقول فى قصيدته إلى محمد على كلاي البطل الملاكم المسلم :
يا قاهر الأبطال حسبك عصمة .:. ثقة بربك والنبيِّ الأكرمِ
من كان يجمع بين قوة روحه .:. والجسم أقدم واثقا لم يحجم
أطلقت بالإسلام صيحة مؤمنٍ .:. فى معشر صُمِّ المسامع نوم
وحملت مشعله فشع ضياؤه .:. فى عالم خرب العقائد مظلم
ومعظم شعر حسن جاد حسن يضمه هذا الإطار، وحتى قصائده الأخرى فى الرثاء
والوصف والهجاء يسرى فيها تيار الإسلام مشكلا عمودها الفقري،مضيئا نبراسا
إسلاميا لا تخطئه العين من خلال شعره0
[/size][/size]
*شاعر من كبار الشعراء في مصر في القرن العشرين.
*ولد بالدقهلية بمصر سنة (1914م) ودرس في الأزهر حتّى تخرج في كلية اللغة العربية، حصل على الدكتوراه في الأدب والبلاغة.
*أهم آثاره:
1- «الأدب العربي في المهجر».
2- «الأدب المقارن».
3- «ابن زيدون».
4- «الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام».
5- «الأدب العربي في ظلال الأمويين والعباسيين».
6- «ميزان الشاعر» في العروض.
وله ديوان شعر مخطوط، ستنشر "أصوات معاصرة" بعض قصائده خلال الشهور القادمة،
مع دراسة للأستاذين الدكتورين:
*صابر عبد الدايم.
*وحسين علي محمد.
ولد حسن جاد
بالدقهلية لأسرة ميسورة الحال وليس لأسرة متواضعة فقد كانت أسرته من الأسر
المعدودة في منطقته وهي تابعة لمركز منية النصر بالدقهلية حاليا
ترك والده ثروة لا بأس بها كانت أرض زراعية وعدة بيوت وقطع أرض للبناء ولكن
حسن كان الولد البكر للزوجة الثانية ومات والده وهو في الخامسة من عمره
بينما كان إخوته في أربعينيات أعمارهم ولكن هذه الأطيان كان أموال مجمدة
بحيث كانت الحال تضيق بسبب رفض الأم بيع أي شيئ من أموال صغارها والدليل
علي يسر حالهم أنه من المعدودين علي أصابع اليد الذين أرسلوا للتعليم خارج
الريف علي مستوي منطقة المنصورة في هذا الوقت علي اتساعها.
أما بالنسبة للديوان فقد قمت بمساعدته(كان لا يبصر في آخر حياته)بإخراج
نسخة معتمدة تم حذف مواضع لم يستحسنها وإضافة بعض التعديلات عليها وتم
تسليما لـــ د.السيد إبراهيم الدد بكلية اللغة العربية بالأزهرولكن بالتقصي
علمت أنها لم تنشر للآن ولديَّ نسخة أخري بها كل الزيادات ومخطوطات بخط
الشاعر وسوف أعمل علي تحقيقها وطباعتها مع كتابة ترجمة وافية عن حياة الرجل
الذي يجهله كثير من أبناء الوطن العربي مع رسوخ قدمه في الشعر والآداب.
ولقد عشت في بيته خمسة أعوام أتاحت لي أن أري الرجل في كل حركاته وسكناته
ولسوف أعمل علي وضعه علي الخريطة الأدبية ليتبوأ المكانة التي يستحقها
أدبه.
أما عن كونه هجَّاء العصر الحديث فلي عليها تحفظ إذ أن الكثير من شعره يقع
في نطاق النقد الاجتماعي وأفرد له باباً أسماه باسمه،وجعل بدلا من الهجاء
سوط النقد وهذه لمزية كانت في الرجل فقد كان شاعراً من الطراز الفريد الذي
لا يمكن أن يشتريه أحد أو يسكته أحد.
كتاب جديد عن أكبر الهجّائين في الشعر العربي الحديث
.................................................. ...................
«حسن جاد: دراسة ومُختارات شعرية»
صدر مؤخراً العدد (209) عن سلسلة «أصوات مُعاصرة» عن شهر مايو 2008م (السنة
29) بعنوان « الشاعر الدكتور حسن جاد: دراسة ومُختارات شعرية، للأستاذين
الدكتورين حسين علي محمد (أستاذ الأدب الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية: الرياض ـ السعودية) وصابر عبد الدايم (عميد كلية اللغة العربية
جامعة الأزهر: الزقازيق ـ مصر).
يضم الديوان دراسة موجزة في (52) صفحة، ثم مختارات شعرية للشاعر الدكتور حسن جاد حسن عميد كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر سابقاً.
ومن القصائد المُختارة قصيدة بعنوان «نجد» يقول فيها:
تلك الرياضُ وهذه نجدُ .:. الشعرُ والتاريخُ والمجْدُ
ماضي العروبةِ في مفاخرها .:. وعلى رُباها رفرفَ الخُلْدُ
وأرومةُ الفصحى وقد درَجَتْ .:. في حجرها وصفا لها الوردُ
شبَّ البيانُ العبقريُّ بها .:. فرعتْهُ وهْيَ لعبقرٍ مهْدُ
وقد اشتهر بشعره الهجائي، والساخر. ومنه قصيدة بعنوان «مدير 77»، قال فيها:
سألتُ القومَ كيف جعلتموهُ .:. مديراً ينطحُ الفلكَ المُدارا
وكيف على رئاستِهِ حرصتُمْ .:. وجدّدتمُ له فيها مرارا؟
هل استوْفى قواعدكمْ أصولاً .:. ووفّاها سلوكاً واختبارا؟
فقالوا: إنه استوْفى ووفّى .:. ولمْ نرَ من يشُقُّ لهُ غُبارا!
فمن جهةِ الجهالة كان فيها .:. لهُ باعٌ طويلٌ لا يُجارى
وفي بابِ النفاقِ أجاد حتّى .:. تألَّق فيه حذقاً واقتدارا
وأتقنَ حفظَ منهجِهِ شروحاً .:. وحاشيةً ومتْناً واختصارا
وعدَّدَ في مسائلهِ اجتهادا .:. وجدَّد في مسائلِهِ ابتكارا
سَعى ورمى وطافَ بكلِّ رُكْنٍ .:. وقبَّل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وأما في البلاهةِ فهْيَ إرْثٌ .:. عن الآباءِ وقفاً واحتكارا
ترى في وجهه (عَبَطاً) يُغشِّي .:. ملامحَهُ فتحسبهُ وقارا
يقع الكتاب في 174 ص من القطع الكبير.
الناشر: هبة النيل العربية للنشر والتوزيع ـ القاهرة 2008م.
أبيات وذكريات
كان خفيف الظل مرحاً كما عرفته فقص لي حكاية قصيرة عن أبيات قالها حينما
كان طالبا في السنة الرابعة بكلية اللغة العربية إذ كانت انتخابات الطلبة
(اتحاد الطلبة) وكان له زميل خفيف الظل والعقل أيضاً واسمه إبراهيم رشح
نفسه للانتخابات فوجد شاعرنا الفرصة سانحة للدعابة والسخرية من إبراهيم حيث
قدم نفسه شعراً أولاً فقام حسن واستأذن الشيخ المحاضر في إلقاء أبياته علي
الزملاء وأذن له فابتدر قائلاً:
نرشح إبراهيم حتي ولو شطَّا ونفديه حتي وإن غدا بيننا قطا
سيكسب أصوات الدجاج بأسرها فإن هي لم تسعفه لم يعدم البطا
ونعلم عنه أنه خير نائب متي اشترطوا فيه القراءة والخطا
إذا ما أشاروا بالبنان لنائب أشرنا لإبراهيم بالإصبع الوسطي
فصفق الأصحاب واغتاظ إبراهيم وبعد انتهاء المحاضرة بدأ الزملاء يشيرون
للنائب بالإصبع الوسطي فأمسك بتلابيب صاحبنا يريد ضربه واستغاث بزميل لهم
اسمه فتحي فتدخل ليفر الشاعر من بين يدي إبراهيم إذ كان لا يجيد العراك فقط
كان لسناً
طالعت علي موقع صحيفة
الجزيرة الثقافية بتاريخ 2/7/2007 مقالة تحت العنوان السابق "قصيدة
نادرة"للدكتور حسن جاد في تلميذه الدكتور محمد العيد الخطراوي وبصرف النظر
عن دلالة العنوان وعن مكانة القصيدة بين شعر الرجل فهي من واقع دراستي من
شعره المتوسط وليس من قممه ولكن لا بأس أن نجاري الكاتب ونقول عما ساءنا
فلم نجد مايسرنا وإليك الخبر مفصلاً والحكم لك بعد ذلك.
أولاً نص ما جاء في الصفحة منقولا بالنسخ الآلي دون تصرف:
""""قصيدة نادرة
حسن جاد
قصيدة نادرة للشاعر المصري المعروف الدكتور حسن جاد عميد كلية اللغة
العربية بالأزهر -رحمه الله- والمتوفى عام 1416هـ، وهو من الشخصيات الكبيرة
والمهمة وقد لقب بعميد الأدب العربي بعد طه حسين في حفل رسمي عام 1978م
وهو المهرجان الشعري، وأعلن رفضه لهذه العمادة..!
والقصيدة عنوانها: (محمد العيد الخطراوي) ويبدو أنه نظمها احتفاء بحصوله
على الدكتوراه، وربما كان المشرف على الرسالة أو أحد المناقشين، بدليل
الإشارة في القصيدة إلى عنوان الرسالة..
وقد حصل عليها الدكتور عبدالله الحيدري من مكتبة الدكتور محمد الربيع.. وزود الثقافية بصورة منها..
الدكتور محمد العيد الخطرواي .. الشاعر المحلق، والعالم المحقق، والأديب البارع، رمز الإباء الحر، والوفاء النبيل..
لو نظمت النجوم عقد ثناء
لك يا (خطراوي) عليّ أياد
كلما نابني من الدهر خطب
كيف أنسى وانت أوفى تلا
لم أعد أذكر البنين بفقد
يا عزيز الإباء في زمن ين
ساد فيه النفاق واستحكم الحق
جمعتنا شمائل نحن منها
كم تعاني من الجحود معانا
ولكم ضقتَ بالنفاق كما ضق
ليس بالعيب أن يثور أبيٌّ
يأنف الحر أن يُسيغ الدنيا
رب داع للدين وهو يسبُّ
محنة تخنق النبوغ وتُزري
أتراها ضريبة العبقريا
يا صديقي هذا زمان الأفاعي
كم تمنيت أن أرى وجه حر
صاغك الله يا (محمد) رمزا
وإذا ما طوية المرء صحت
حدثي يا مدينة النور عنه
عبقري اليراع سجل تا
شاعر عالم أديب نبيل
صادق الود أريحي الصفاء
الصديق الصدوق لم يتحول
والصديق الوفي في هذه الأيا
أصدقاء الزمان أحباب سرا
يا رفيقي في عسرة ويسار
عشت للمكرمات حرا أبيا
لك لم أقض بعد حق الوفاء
غمرتني بسابغ النعماء
كنت في الخطب سلوتي وعزائي
ميذي وأصفى الخلان والأصدقاء
أنت عوّضتني عن الأبناء
در فيه من كان حر الإباء
د وماجت دنياه بالبغضاء
في بني عصرنا من الغرباء
تي وتشكو مثلي من الأدعياء
تُ وكم هالنا وباء الرياء
إنما العيب ذلة الأغنياء
ويأبى تطاول الجهلاء
الدين في صبحه وعند المساء
بذوي الموهبات والأكفاء
ت على العلم والحجى والذكاء ؟
ليس هذا الزمان للشرفاء
فيه حتى وجدت فيك رجائي
لنقاء السريرة البيضاء
كان للخير مصدرا والعطاء
كم تغنى بمجدك الوضاء
ريخك سفراً حروفه من ضياء
يستعير الربيع بيض سجايا
عقودا للروضة العذراء
عن وفاء ولم يحل عن ولاء
م أضحى من أندر الأشياء
ء، وأعداء ساعة الضراء
ونديمي في شدة ورخاء
يا (ابن عيد) ودمت رمز الوفاء
المصدر: ديوان حسن جاد (مخطوط)، مكتبة الدكتور محمد الربيع الخاصة."""""
انتهي النقل عن الصحيفة بنفس الترتيب الموجود علي صفحتها ويمكن مراجعة ذلك في موقعها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فإنك إن أنعمت فيها النظر ثم أعدته مرات عديدة سيعود البصر خاسئا وهو حسير
إذن لن تجد تحت هذا الغثاء معني قل أو كثر فضلاً عن أن تكون القصيدة نادرة
كما في العنوان ولا يمكن أن يكون كاتب المقالة له أدني معرفة بالشعر بل
باللغة وما تحمل من معانٍ ودلالات فلو قرأها ألف مرة وطلبت منه معني فلا
أحسبه يجد.
ولأمر ما أخطأ في وضع القصيدة وبعد مراجعتي لها وجدته قد كتب العمود الأول
موزعاً علي أبيات فجعل صدور أبيات القصيدة الثماني والعشرين أربعة عشر
بيتاً من صدر وعجز ثم فعل نفس الشئ بالعمود المقابل بأعجاز الأبيات فجاءت
كلاماً فارغاً من كل معني بل تبعث علي الغثيان ولا أدري كيف يمكن لعاقل
لمدلول كلام أن يرتضي هذا ثم لا يجد من يكسر قلمه ويمنعه من الكتابة إذأنه
أساء للممدوح وللمادح ولكن إساءته للمادح"الشاعر" جاءت بشعة لا يمكن أن
يقبلها عقل.
وأعدت كتابة القصيدة لوضعها هنا علي أزاهير بعد إذن سيادتكم وهذا لما وجدته
من دقتكم وإخلاصكم للرجل رحمه الله فاعذرني ولكم خير الجزاء.
نص القصيدة كما جاءت في الديوان المخطوط الذي راجعته علي الشاعر قبل موته مباشرة:
لو نظمتُ النجوم عقد ثناءِ لك لم أقض بعض حق الوفاءِ
لك يا (خطراوي) عليّ أياد غمرتني بســـــابغ الــــنعمـــاءِ
كلما نابني من الدهر خطب كنت في الخطب سلوتي وعزائي
كيف أنســى وأنت أوفى تلامـــيذي وأصـــفى الخـــلان والأصدقــاءِ
لم أعد أذكر البنين بفقد أنت عوّضتني عــــــن الأبـــــنـــــاءِ
يا عزيز الإبــــــاء فـــي زمـــن ينــــدر فـــيه مـــن كــان حـر الإباء
ساد فيه النــــــفــــاق واستـــحكم الـــحقد ومــــاجت دنياه بالبغضاء
جمعتنا شمائل نحن منها في بني عصــــرنا من الغرباء
كم تعاني من الجحــــــود معانـــــاتي وتشــــكو مثلي من الأدعياء
ولكم ضقـــــــــتَ بالنـــــــفاق كمــــــا ضقتُ وكم هالنا وباء الرياء
ليس بالعيب أن يثور أبيٌّ إنما العيب ذلــــة الإغضــــاءِ
يأنف الحــــرُّ أن يُســـــيغ الدنيَّــــــــات ، ويأبى تطـــــاول الجهلاء
رب داع للــــــدين وهو يســـــبُّ الدين في صبحه وعـــند المساء
محنة تخنق النبوغ وتُزري بذوي المـــــوهبات والأكفاء
أتراها ضــــــــريبة العبقــــــريات على العــــلم والحجى والذكاء ؟
يا صديقي هذا زمان الأفاعي ليس هذا الزمـــــان للشرفاءِ
كم تمنيت أن أرى وجه حر فيه حتى وجدت فيك رجائي
صاغك الله يا (محمد) رمزا لنقاء الــسريــــــرة البيضاء
وإذا ما طوية المرء صحت كان للخير مصدراً والعطاء
حدثي يا مـدينة النور عنه كـــــــم تغنى بمجدك الوضـــــاء
عبقري اليراع ســــــــــــــــجَّـل تاريخك سفراً حروفه من ضياء
شاعر عالم أديب نبيل صادق الود أريحي الصفاء
يستعير الربيع بيض سجايــــــــــاه عقـــــودا للـــــروضة العذراء
الصديق الصدوق لم يتحول عن وفاء ولم يحل عن ولاء
والصديق الوفــــــيُّ في هــــــــذه الأيام أضحى من أندر الأشياءِ
أصدقــــــاء الزمـــــــــــان أحباب سراء، وأعداء ساعة الضراء
يا رفيقي في عسرة ويسار ونديـــــــــمي في شدة ورخاء
عشت للمكرمات حرا أبيا يا (ابن عيد) ودمت رمز الوفاء
من عبق التوحيد
شعر: د. حسن جاد حسن
...............................
سنة 1970
من وحى الفتح الربانى الذى يفيضه الله على بعض عباده المخلصين مهداة إلى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى
( أ )
ساق من الخلد روحى من نداماه .:. تفوح من عبق الفردوس رياه
يطوف بالكأس سكرى من أنامله .:. ويسكب الراح نشوى من سجاياه
دع شارب الإثم مغترا بنشوته .:. وخل ساقيه مفتونا بدنياه
صرعى السلافة أشتات وإن ظهروا .:. كأنهم من حميا الراح أشباه
والحب جمع أهل العشق فى وله .:. وكل ذى صبوة غنى بليلاه
للروح خمر وللأجسام خمرتها .:. شتان بينهما والكل قد تاهوا
فخمرة الفم كم تهوى بشاربها .:. إلى حضيض من الأرجاس مهواه
وخمرة الروح كم يرقى بذائقها .:. شوق إلى سدرة الرحمن مرقاه
فهاتها يا نديم الروح واسق بها .:. من كرمة الله وانهل من عطاياه
واستجل فى ملكوت الله ما شهدت .:. آياته أنه لا رب إلا هو
واتل الضراعات لم يجر اليراع بها .:. يوما ولا رددتها قبل أفواه
أنى لأعذر مأخوذا بروعتها .:. وقد تولاه منها ما تولاه
لم يدر إلهام أهل الحب غير فتى .:. قد ذاق من كأسه يوما وعاناه
هى الفيوضات تجرى بالفتوح على .:. فم المحبين مما ألهم الله
سبحانه يمنح الفضل الجزيل ولا .:. يعطاه إلا منيب القلب أواه
* * *
نفسى الفداء لساق كلما ظمئت .:. أرواحنا لرحيق الصفو جئناه
يسقى بخمر شهود كلما عبقت .:. فى جلوة الرب لم تخطئ نداماه
فى سكرة المحو حين الحق أشهده .:. بحضرة القدس أفناه فأبقاه
ومن يمت بفناء القرب يحي به .:. فموته عن حظوظ النفس محياه
فقل لمن عميت جهلا بصيرته .:. هنا من النور أهداه وأسناه
وقل لمن كدرت بالطين صورته .:. هنا من الروح أنقاه وأصفاه
قم أيقظ النفس من غافى مشاعرها .:. وأرهف القلب إحساسا بمعناه
لا يسمع الحق من فى قلبه صمم .:. ولا تسيغ نداء الروح أذناه
وليس يبصر نور الله من غشيت .:. من ظلمة الرجس والآثام عيناه
هو الطريق الذى ما ضل سالكه .:. يوما ولا جمحت فيه مطاياه
بحر الحقيقة أسرار محجبة .:. من خاض لجته يعرف خفاياه
وكم على الشط من صاد لمورده .:. الوجد أرقه والشوق أضناه
تحرقت روحه اللهفى فراح على .:. شوق تلوح للربان كفاه
رباه خذ بيدى وارحم ضراعتها .:. أنا الغريب بدنيا الناس رباه
أنا الغريق ونار الشوق تلفحنى .:. أواه من لفحات الشوق أواه
رف الشراع على فلك النجاة وقد .:. سرى وباسمك مجراه ومرساه
فخذ مع الركب مشتاقا لصحبتهم .:. وإن تناءت به عنهم خطاياه
إن لم يكن لى من جاه ليلحقنى .:. بالسالكين ففى حبى لهم جاه
أو كان لى من ذنوبى ما أنوء به .:. فرب ذنب كريم الصفح غطاه
وإن ذوى أملى يأسا تداركه .:. من غيث لطفك إحسان فأحياه
كم معدم من غناء الصالحات أتى .:. لبحر جودك يا ربى فأغناه
وغارق فى خضم من مآثمه .:. قد لاذ بالمرفأ الأسنى فنجاه
ورب مستوحش بالبعد منقبض .:. منحته أنس بسط منك أدناه
ومضا من الشعلة الكبرى تضئ به .:. نفسى وتعرج روحى فوق مرقاه
ونفحة من عبير القدس تنفحنى .:. فأنثنى وأنا بالعطر تياه
ورشفة من رحيق الحب تسكرنى .:. وجدا وتذكرنى ما كنت أنساه
ونبرة من أغانى الخلد تجعلنى .:. صداح أيك على أفنان طوباه
يا رب بابك حصن: من يلوذ به .:. ينجو وتؤمن فى الدارين عقباه
لقصيدة من رحيق
التوحيد(هذا آخر اسم ارتضاه لها شاعرها) أكثر من حكاية فقد أهداها الشاعر
لصديقه العالم الشاعر محمد متولي الشعراوي الذي ارتبط به بصداقة حميمة منذ
أن كانا في معهد الزقازيق الثانوي وبعد ذلك في كلية اللغة العربية ولكن أحد
أصدقاء الشاعر بجمعية من الجمعيات الصوفية أخذها وضمنها السيرة الذاتية
لشيخ الطريقة بدعوي أن الشاعر حسن جاد أهداها إياه ولكن الشاعر نفي ذلك
تماما وأعلمني أن صاحبه إنما ضمنها سيرة شيخه دون علم شاعرنا وفي آخر
مراجعة لديوانه أثبتناها مهداة للشيخ الشعراوي رحم الله الجميع.
وبالقصيدة بعض التعديلات أوافيكم بها لاحقا إن شاء الله.
الشاعر الدكتور حسن جاد (1914-1995م)
كتاب تفضّل أخي الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع بتزويدي
به يحمل في طرته اسماً يستحقه المترجم له بجدارة: من أعلام الأدب العربي
المعاصر، عني المؤلفان فيه: بالمختارات الشعرية لهذا الشاعر، ودراستها، حيث
يقع في (174) صفحة من القطع المتوسط، صدر في طبعته الأولى بالقاهرة، عن
هبة النيل العربية للنشر والتوزيع عام 2008م بالقاهرة لم يوضع في هذا
الكتاب: مقدمة ولا خاتمة، ولا فهارس.
إلا أن صفحة حملت إهداء هذا نصه: إلى العالم الجليل الناقد الأدبي الكبير
الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، وكيل جامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية (سابقاً) نهدي هذه المختارات المنتقاة من شعر د. حسن جاد
تحية له، وتقديراً لوفائه وعطائه الإنساني النبيل، ودوره الحضاري في إثراء
الثقافة العربية والإسلامية.
فالشاعر عرف المملكة العربية السعودية، مهد العروبة، وموطن المقدسات
الإسلامية، التي ترنو إليها النفوس، وتتطلع إليها الأفئدة، وعرفه أبناؤها،
عندما جاء معاراً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في عام
1960- 1961م.
وفاء متبادلاً، وتقديراً لمكانته وأدبه.. حيث كان أستاذاً في كلية اللغة
العربية، فتركت تلك الفترة أثراً عميقاً في نفسه، استمر معه طوال عمره، ففي
الرياض، عبر عن ذلك، بإحساس الشاعر المرهف، بقصيدته (نجد) التي تركت صدى
كثيراً لدى طلابه، وغيرهم من العلماء، فتداولوها ورددوها، حيث تعتبر ملحمة
تاريخية، وعدد أبياتها (91) بيتاً.
قال في مطلعها: هذه القصيدة قيلت في الرياض بنجد، حين كنت مبعوثاً إلى هناك عام 1960م.. ثم بدأها بقوله:
تلك الرياض وهذه نجد .:. الشعر والتاريخ والمجد
ماضي العروبة في مفاخرها .:. وعلى رباها رفرف الخلد
وأرومة الفصحى وقد درجت .:. في حجرها، وصفا لها الوِرد
(يريد بحجرها: اسم الرياض قديماً حجر اليمامة)
شب البيان العبقري بها .:. فرعته وهي العبقر مهد
وعلى ثراها من مشارعه .:. هطل الحيا، وتفجر الصلد
ولا تجد طالباً ذلك الوقت إلا ويحفظها، فهي تستعرض تاريخ نجد والجزيرة من
أيام الجاهلية، والتاريخ الإسلامي والمواقف وتاريخ الدرعية، ومسيرة الملك
عبد العزيز - رحمه الله - لتوحيد البلاد، ولذا يجد القارئ نفسه الشعري
طويلا.
وانطبعت لديه ذكريات عن الرياض وأهلها، وخاصة الطلبة الذين تتلمذوا عليه،
إذ رسخت ذكرياته عنهم حتى آخر حياته: بالذكاء والجدية في طلب العلم، وعبر
عن ذلك في حديثه أكثر من مرة، بأنه مع زملائه المدرسين يقضون جل وقتهم في
القراءة والمذاكرة، كأنهم طلبة يستعدون للامتحان، ولما سألته عن السبب،
قال: نحضر لإلقاء الدرس، لأننا أمام طلاب في مستوى المعلمين، لكثرة
اطلاعهم، وعمق نقاشهم.
ولذا لما تعين عميداً لكلية اللغة بالأزهر، حرص على الإشراف في الدكتوراه
على مجموعة من الطلاب، أذكر منهم بدون حصر، مع المعذرة لمن سها عليّ ذكره:
الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين، والأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن
الربيع، والأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني، والأستاذ الدكتور عبد الله
عسيلان.. ولا شك أن كل من أشرف عليه، له معه ذكريات تنبئ عن إخلاصه وصدقه،
وحرصه وأمانته، فأذكر موقفاً واحداً، ينبئ عن مكانة هذا الرجل، فقد اتصلت
به راغباً مقابلته، وعرض ما توصلت إليه من رسالتي، التي كانت في مراحلها
الأخيرة.. فوافق.
فجئته بعد العصر، فأخذها ليقرأها، ثم يناقشني فيما ظهر له كما هي عادته..
فلفت نظره أنني حصلت مخطوطة مهمة، في فصل، فقال: لقد هضمت نفسك ألا تعرف أن
المخطوطة من أهم ما يجب على الطالب؟، ولو قلتها لي قبل الآن لكانت هي
الموضوع.. أما وقد قطعت مرحلة كبيرة فعليك أن تلاحظ ما يلي: الفصل الذي فيه
المخطوطة اجعله باباً بثلاثة فصول، وسماها لي والبقية حولها إلى فصول في
باب آخر، ووجهني للتسميات، وأهمية إبراز المخطوطة.
فخرجت من عنده بعد أن صلينا العشاء، وفي سكني ومع مراجعي بدأت العمل، ولم
أذق طعاماً ولا نوماً، حتى انتهيت مما قال لي.. فهاتفته في اليوم التالي
لأعرض عليه ما وصلت إليه، فلما أطلعته وألقى نظرة على ما تم، قام ومعه
الرسالة كاملة، وأخرج مفتاحاً لدولاب في سكنه، وأودع الرسالة كاملة، ورجع
إليّ قائلاً: يا بني أنتم معاشر الأفواج الأول في الكلية، ترهقون أنفسكم..
ولذا اعتبر نفسك في إجازة لمدة نصف شهر تفسح وسافر في أطراف مصر وأرح نفسك
ولا تضر بصحتك، فهذا عملته مع زملائك من قبلك رأفة بكم.. بعد ذلك تعال إليّ
لتجدني قد قرأتها وهيأت التوجيهات وأقرأ ما شئت من الصحف وغيرها هذه
الأيام.
وأخذت بمشورته، فأخذتها رحلات متوالية، وبعدما انتهت المدة هاتفته، فأذن لي
بالحضور فإذا هو قد وافق لي بالطبع، ولما كان قد بقي على إكمال المدة
الأقصر نظاماً، للطالب ليناقش 6 شهور، قال لي سأطلب الاستثناء عن هذه
المدة، وقد تيسر مع فلان وفلان، وعدّ لي عدداً من السعوديين فتح المجال لهم
بتقرير مني عن مستوياتهم ونشاطهم فستكون مثلهم.
والشيخ حسن - رحمه الله - شاعر مجيد، ففي عام 1987م أقيم مهرجان شعري كبير
ضم شعراء مصر نساء ورجالاً، فنصبوه عميداً للأدب العربي لكنه وبتواضعه، رأى
نفسه دون المستوى والأهلية فتنازل، وقد كانت له مكانة في المحافل بمصر
لأنه كريم وعفيف النفس، إذ في عام 1976م عين عضواً بلجنة الشعر، بالمجلس
الأعلى للفنون والآداب.
وفي عام 1981م منحه الرئيس أنور السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة
الأولى، وفي الغلاف الخارجي لهذا الكتاب صورت البراءة بهذا الوسام بتاريخ
30 مارس 1981م.
وتقاعد في عام 1989م لكنه عين أستاذاًَ متفرغاً بكلية الدراسات الإسلامية
والعربية بجامعة الأزهر، إلا أنه بعد ذلك قرر الزواج في آخر عمره، لعل
كابوس الحزن على ولده، الذي تغذيه بناته وزوجته، يخف عنه، فذهب للزقازيق،
منتقلاً بعمله بفرع الأزهر، ومتأهلاً مع زوجته الأخيرة، تاركاً لبناته
وزوجته بيته في السيدة زينب بالقاهرة، فارتاحت نفسيته قليلاً، وساعده على
تخفيف الوطأة أن كان يقول: عوضني الله بطلاب أوفياء.
أما ابنه الوحيد محمد فقد اختطفته يد المنون في عام 1973م وهو يستعد لدخول
الثانوية العامة، حيث شعر بفقده فقدان ما كان يؤمله في شيخوخته، فتأثر بذلك
كثيراً، وظهر أثر ذلك على ارتسام الحزن عليه، ورصد ذلك شعراً في قصيدة
تبلغ (98 بيتاً) طبعها في كتيب يطالع غلافها القراء بصورة ابنه هذا، ثم
ألحقها بقصيدة أخرى، عنوانها (في مقبرة البساتين) وهي المقبرة التي دفن
فيها ابنه تبلغ (43 بيتاً). بث فيها أحزانه وأشجانه وآلامه النفسية. وقال
نثرا: عليك يا ولدي الوحيد، أسكب هذه العبرات الشعرية الحزينة، رثاء لك
وتفجعاً عليك، ولوعة لمصابك، وحسرة على شبابك، وفيك يا بني الحبيب أبكي
بالقصيد المعول، والقوافي النادية، وجودي الذي فرغ، ونوري الذي انطفأ،
ومددي الذي انقطع وظلي الذي زال وأملي الذي ضاع ورجائي الذي خاب إلى آخر
هذه المقدمة الحزينة.
فقصائده التي انطبقت مع حالته، تذكر بالخنساء وبكائها لأخيها صخر، وهي من غرر الشعر، وكان يوزعها على كل من زاره ومطلع تلك المرثية:
ودعت فيك صفاء العيش يا ولدي .:. يا طول همي ويا حزني ويا كمدي
لم يبق بعدك معنى للحياة، ولم .:. يعد بها أمل أحيا بعد لغد
من شاقه المال والجاه العريض فقد .:. عزفت عن جاهها أو مالها اللبد
وقد مات - رحمه الله - كفيفاً، لعله من أثر الحزن الطويل على ولده، وله عدة مؤلفات وداووين.
مما وقع بعد وفاة رسول الله
قال ابن كثير في تاريخه: ومن أعظم الأمور التي وقعت، وأجلها وأيمنها بركة
على الإسلام وأهله، بيعة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وذلك لأنه - عليه
الصلاة والسلام - لما مات كان الصديق قد صلى بالمسلمين صلاة الصبح، وكان
إذ ذاك قد أفاق رسول الله، إفاقة من غمرة ما كان فيه من الوجع، وكشف ستر
الحجرة، ونظر إلى المسلمين وهم صفوف في الصلاة خلف أبي بكر فأعجبه ذلك،
وتبسم - صلوات الله وسلامه عليه - حتى هَمَّ المسلمون أن يتركوا ما هم فيه
من الصلاة لفرحهم به، وحتى أراد أبو بكر أن يتأخر، ليصلي في الصف، فأشار
إليهم أن يمكثوا كما هم وأرخى الستارة.
وكان آخر العهد به - عليه الصلاة والسلام - فلما انصرف أبو بكر - رضي الله
عنه - من الصلاة، دخل عليه وقال لعائشة ما أرى رسول الله إلا وقد أقلع عنه
الوجع، وهذا يوم بنت خارجه، يعني إحدى زوجتيه، وكانت ساكنة بالمنح شرقي
المدينة.
فركب فرسه، وذهب إلى منزله، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اشتد الضحى من ذلك اليوم، وقيل عند زوال الشمس.. والله أعلم.
فلما مات واختلف الصحابة، فيما بينهم فمن قائل يقول: مات رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ومن قائل لم يمت حين بلغه الخبر، فدخل على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - منزله، وكشف الغطاء، عن وجهه الكريم، وقبله وتحقق أنه
قد مات، ثم خرج إلى الناس، فخطبهم إلى جانب المنبر، وبين لهم وفاة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، كما قدمنا وأزاح الجدل الذي وقع فيه الناس،
وأزال الإشكال، - رضي الله عنه -.
ورجع الناس كلهم إليه، وبايعه في المسجد جماعة من الصحابة، ووقعت شبهة لبعض
الأنصار، وقام في أذهان بعضهم جواز استخلاف: خليفة من الأنصار، وتوسط
بعضهم بين أن يكون أمير من المهاجرين، وأمير من الأنصار، حتى بيّن لهم
الصديق: أن الخلافة لا تكون إلا في قريش، فرجعوا إليه، وأجمعوا عليه، كما
سنبينه وننبه عليه (البداية والنهاية 5: 244).
...........................
*الجزيرة، العدد (13098)، في 8/8/2008م
[size=16]د. حســن جــاد الـشـاعـر الإســلامــيّ الـهَــجّّــاء!
من ينفض الغبار عن مخطوطه الشعري؟
عندما يكون الحديث عن أستاذٍ صديق لابد من أن يجد الإنسان شيئاً من حرج في
الحديث عنه، لا لشيء سوى أن الحديث متطلب الإفاضة في ذلك، حتى في تلك
الأحاديث التي تدور بين الصديقين عادة..
والأستاذ حسن جاد حسن كان أستاذاً وصديقاً وعميداً للكلية التي كنت فيها من
الدارسين، بل رئيساً للقسم الذي أنتسب إليه وهو قسم الأدب والنقد، لكن لا
علينا سوف أنحي كل الأحاديث إلا شيئاً من بعض ما يتصل بالأدب منها، وبخاصة
أني أستقبل قراءة كتاب ألف عنه هو شعر الدكتور حسن جاد، كتب الكتاب أستاذان
جليلان صديقان أيضاً هما الأستاذ الدكتور حسين علي محمد، والأستاذ الدكتور
صابر عبدالدائم، فأما المؤلفان فأولهما يعمل في قسم الأدب بكلية اللغة
العربية بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأما الثاني فعميد
كلية اللغة العربية بالزقازيق في مصر وهي تابعة لجامعة الأزهر، ويقع الكتاب
في أربع وسبعين ومئة صفحة من القطع المتوسط.
ولا أستبق الأحداث فأتحدث عن الكتاب وما اشتمل عليه بل سأوثر نفسي برواية
شيء من خبر تلك اللقاءات التي عمرت بأحاديث الأستاذ الدكتور حسن جاد..
كنا نذهب إليه في منزله، ثم اتفقنا معه على أن نذهب إليه في مقهى السيدة
الذي زينب يُصعد إليه هناك لكونه يقع فوق المحلات التجارية ثم عرضت عليه-
رحمه الله- عليه أن يكون اللقاء في منزلي في (المنيل) فوافق، وكان يأتي
إليَّ في صحبة الزميل محمد أحمد التابعي- وكان ذلك الساعة السابعة مساء من
كل يوم، فيبقيان إلى الساعة الواحدة تقريباً، وكانت تدور أحاديث كان
الأستاذ عمدتها وراويها فظفرت من ذلك بإحدى قصائده مسجلة بصوتها رحمه الله
وهي التي مطلعها:
بشراك ياصاحب الأغنام والنوق .:. قد عينوك عميداً بالزقازيق
وقد استنسخها مني بعض الزملاء المحبين لحبيبنا رحمه الله الدكتور حسن جاد،
ومن هؤلاء الابن الزميل الأستاذ الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي.
وكان الأستاذ الدكتور حسن يتحفنا كثيرا بالأحاديث الطريفة التي لو وقفت
الحديث على روايتها لضاق بها المجال، لكني أروي طرفاً منها لطرافته. وسبق
أن أشرت إلى شيء من ذلك عند الحديث عن حسين شفيق المصري الذي لقب بأبي نواس
الجديد الذي اشتهر بالشعر (الحلمنتيشي) وقد روى الشيخ كثيراً من شعره كمثل
قصيدته الدالية التي حاكى فيها معلقة (طرفة بن العبد) التي يقول في
مطلعها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد .:. تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
أما قصيدة حسين شفيق فمطلعها:
لزينب دكان بحارة منجد .:. تلوح به أقفاص خبز مقدد
ومنها:
فما لي أراني وابن عمي مصطفى .:. متى أدن منها ينأ عنها ويبعد
يقول وقد ألقى الرغيف وسابني: .:. ألست ترى زوجها عويس بن أحمد؟
ومن طرائف ما رواه الأستاذ الدكتور حسن جاد أن أحد ملاك الإبل والأغنام كان
عضواً في البرلمان المصري وكان اسمه حمدان وفي إحدى الجلسات غلبه النوم
فلما استيقظ سأل من بجانبه عما يتحدثون وكان المسئول ماكراً فقال إنهم
يتحدثون عن لحم الإبل ووجوب منعه لكونه كلحم الخنزير ضاراً بالإنسان فطلب
الرجل الكلمة فأعطيها فصار يدافع عن لحم الإبل ويبيّن منافعه وكذب الذين
يقولون إنه ضار ثم قدّم استقالته ومضى فقال فيه الشاعر معارضاً ميمية
البوصيري التي مطلعها:
أمن تذكّر جيران بذى سلم .:. مَزجَتْ دمعاً جرى من مقلةٍ بدم
أما المعارضة فمطلعها قوله:
أمن تذكر رعي النوق والغنم .:. ضربت نفسك يا حمدان بالصُرم؟
والمقصود بالصرم هنا الأحذية البالية فهي جمع صرمة.
وكنت حريصاً على تسجيل شعره غير أنه كان يعتذر بعدم وجوده معه، وأحسبه غير
صادق وبخاصة تلك القصيدة التي هجا فيها الشيوخ الذين رسَّبوه في بداية
التحاقه بالكلية.*
وعودة إلى الكتاب الذي نحن بصدده نجد أن المؤلفين قد اقتسما الحديث عن
الشاعر حسن جاد، فبدأ الأستاذ الدكتور حسين علي محمد نصيبه بترجمة موجزة
تحدث بعدها عن شعره الإسلامي، ومنه قوله في ذلك: (شعر حسن جاد حسن يضمه هذا
الإطار، وحتى قصائده الأخرى في الرثاء والوصف والهجاء يسري فيها تيار
الإسلام مشكلاً عمودها الفقري، ومضيئاً نبراساً إسلامياً لا تخطئه العين من
خلال شعره).
ومن هذا خلص إلى شعره القومي والوطني وفيه ذكر جملة من القصائد كان منها قوله:
بني العروبة هذا فجر وحدتكم .:. دانت لمشرقه الأيام والحقب
وقد ضمكم فيه إخوانا وجمعكم .:. مشاعرا بينها الأرحام والنسب
فأحكموا العروة الوثقى بوحدتكم .:. تعنو لعزتها الأفلاك والشهب
مدوا لها في ربوع الشرق أروقة .:. يشدها من شبا عزماتكم طنب
إن ترفعوا صرحها تحموا عرينكم .:. فلا تلمّ به الأحداث والريب
لا يقصد الذئب إلا كل قاصية .:. من القطيع عليها وحدها يثب
إذا أتمت شعوب العرب وحدتها .:. عزت عروبتها واستعصم العرب
ومن شعره القومي والوطني انتقل إلى شعره الساخر وهو لون من ألوان الهجاء
حقيقة ولعل عنوانه الساخر هو الذي أنجاه من الحذف الذي أعمله فيه صابر
عبدالدائم حيث حذف عشر صفحات من حديث زميله الدكتور حسين. وإذا كنا قلنا إن
شعره الساخر لون من الهجاء فإن شاهد ذلك يأتي على لسان الشاعر نفسه وهو
قوله:
هجاؤك يا ضلّيل قرض من القرض .:. وذمك عند الله من أحسن القرض
نسينا بك الشيطان لما نسخته .:. وبؤت بلعنٍ في السموات والأرض
وقد كان في الأذهان غير مشخّص .:. فشخصته للعين بالطول والعرض
تماديت في التضليل ركضاً كأنما .:. أمنت على الأيام عاقبة الركض
وأرسلت كالمخلاة لحية زائف .:. لتستر ما تخفي من الحقد والبغض
وفي حديث الدكتور حسن علي محمد ما يؤكد تفوق الشاعر في كثير من الأغراض
الشعرية ولكنه اشتهر بقولهم إنه (هجّاء مصر الأول) ويعنون بذلك وفرة شعره
في الهجاء وقلته في غيره، وهذا غير صحيح، كما يثبت ذلك في الحديث الدكتور
حسين علي محمد الذي أورد من شعره الإسلامي والقومي والوطني والساخر ما يؤكد
سهمه الوافر في مثل هذه الميادين.
ثم إن الدكتور حسين والدكتور صابر عبدالدائم قد اقتسما الحديث عن حسن جاد
بحيث يكتب كل واحد منهما خمساً وثلاثين صفحة فكتب الدكتور حسين نصيبه الذي
شمل شعر الهجاء ذلك الذي به سُمي الدكتور حسن جاد (هجّاء مصر الأول) وكان
من الطبيعي أن يذكر الدكتور حسين ما هجا به حسن جاد الأزهر ورجاله فتورع عن
ذلك الدكتور صابر وحذف عشر صفحات مما كتب الدكتور حسين، هكذا قال لي حسين
والله أعلم.
ومن هنا لم يتحدث أحد عن شعر الهجاء ذلك الذي اشتهر به حسن جاد رحمه الله ومنه قصيدته القافية التي ظفرت بتسجيلها بصوته كما أسلفت.
كذلك لم يذكر واحد من الكاتبين شيئاً مما هجا به حسن جاد شيوخه وزملاءه من أهل الأزهر.
وأحسب أن ما اختاراه من القصائد كنماذج لشعر حسن جاد أول دليل على تصرف السيد العميد أ. د. صابر عبدالدائم.
وفي الصفحة 26 يبدأ الدكتور صابر حديثه عن أ. د. حسن جاد حيث يعقد هذا العنوان (الشاعر حسن جاد عبقرية صنعها الحرمان ونسيها الخلان).
وهذا يذكرني بالعنوان الذي عقده عزيز ضياء لكتابه (حمزة شحاته: القمة التي
لم تُكتشف) وإن ندّ ما بين العنوانين من مسافة الصدق والكذب أو الحقيقة
والمبالغة، فلننظر ما يقول السيد العميد.
تحدث الدكتور صابر أول ما تحدث عن شعر حسن جاد بوجه عام وعن نشره ديوان شعره ومما قاله عنه:
(لم يعن بموهبته التي منحه الله إياها..، ولم يتعهدها بالرعاية بما يضمن
لها النمو والتنوع والتفتح، وشاهد ذلك أنه لم يقدم على مغامرة طبع ديوانه
الكامل في حياته).
وكأنه بذلك يعيب على حسن جاد نبذه شعر التفعيلة الذي برز فيه الدكتور صابر
والدكتور حسين ولذا أورد شطرا من قصيدته التي عاب فيها الميل إلى شعر
التفعيلة فقال:
والشعر موسيقى الكلام مفصلا .:. لا ما يبعثر نظمه ويفرق
صور شجيات الرنين أصيلة .:. لا ما يزوّر نسجه ويلفق
عربية القسمات لا عجمية .:. فالشعر نعم اليعربي المعرق
صداحه شاق البلابل شدوه .:. والروض نشوان الخمائل شيق
أقرع به سمع الزمان فإنه .:. زمن أصم المسمعين مخرق
على أن الدكتور صابر يعود فيقول معترفاً بشاعرية حسن جاد: «ويظل شعر حسن
مخطوطاً ينتظر من يتولى نشره للناس حتى يفوح عبقه، وينتشر عبيره، وحتى يعود
صوته الشعري إلى الحياة الأدبية من جديد.. يعلن منظوره ورؤيته للعالم من
خلال تصوره للشعر والشعراء..».
ويتحدث د. صابر عن موقف حسن جاد من شعر التفعيلة وأنه لا يمثل رفضه الجديد
بوجه عام وكأنه بذلك يعتذر للشاعر، ولا موجب للاعتذار... على أنه ينزع إلى
تناول شيء من هجائه من غير أن يسمي المهجوّ فيروي قوله:
العبقري به يضيع ترفعا .:. ويفوز فيه الجاهل المتملق
والأحمق الرعديد في ميزانه .:. بطل ولو لاقاه هِرّ يَفْرق
والعجز زهد، والفهاهة حكمة .:. والجبن حلم، والصراحة موبق
وهذا ظاهر في شعره الذي يقول فيه:
سبحان من قسم النعمى فسائمة .:. مرزوقة وأريب غير مرزوق
ومثل هذا كثير في شعر الرجل أسلفنا الإشارة إلى شيء منه، أعني أنه يعتد
بنفسه ويرى غيره دونه، وله الحق في ذلك وإن لم يصدق في جميع الأحوال.
ويصف شعر حسن جاد بالمزج بين الكلاسيكية والرومانسية والواقعية ولكنه يعود
فيقف على الكلاسيكية في الصفحة التي تلي صفحة قوله الأول وهي ص21. ثم يعود
فيمثل لقوله الأول بقصيدة (المكفوف) التي روى أبياتاً منها حتى إذا فرغ من
ذلك عرج على قصيدته في محمد إقبال فأعجب صابر بوصف إقبال بشاعر الإسلام
وهذه مسألة فيها نظر.
على أن الدكتور صابر يعود إلى خلط المفاهيم في قوله فيذكر أن حسن جاد كثير
الاستعمال للألفاظ الرومانسية فمثّل لذلك بجملة من الألفاظ ص 35 و ص36 على
أنه يعود فيلحق الشاعر بالمتصوفة في ألفاظه وهذه مسألة لها وقفة.
وفي ص37 يحكم صابر على الشاعر جاد بأنه متأثر بمدرستي (المهجر و أبولو)
فيقول: (وتأثره الفني بمدرستي المهجر و أبولو في العصر الحديث). وهذا حكم
محتاج إلى وقفة مع ديوان الشاعر ذلك الذي سنتحدث عنه مستقبلاً.
لكنا نسأل أستاذنا الدكتور صابر عن أبولو أهي مدرسة أم جماعة؟ إن المدرسة
لها ضوابطها وحدودها التي تقف عندها، وليست أبولو كذلك فهي جماعة وليست
مدرسة وقد خلط الناس في الحديث عنها.
ويُنهي الدكتور صابر حديثه عن حسن جاد بقوله:
(وهو شاعر كبير.. يمتلك زمام اللغة، وناصية البيان، وصدق الإحساس، ودقة الشعور، وجزالة اللغة، وبراعة التصوير، وفخامة الأسلوب..).
ثم عدَّد أسماء ثلة من رجال الأزهر طالب بتكريمهم متمثلاً في طبع مؤلفاتهم
وهذا حسن لكونه يعيد الحق إلى أصحابه، وذلك أن أحدهم قد سرق مؤلف الدكتور
حسن جاد عن الأدب المقارن فنسخه على الآلة ثم قدمه لأحد أولئك الذين أورد
الدكتور صابر أسماءهم ليقدم له ففعل وكانت النتيجة أن رُقي السارق إلى درجة
أستاذ مساعد (مشارك عندنا) وكلهم قد توفوا رحمهم الله وعفا عنا وعنهم.
وذيل الدكتور صابر حديثه بالثناء على الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع الذي تكفل بالنفقة على طبع الكتاب.
وفي الصفحة 46 تبدأ المختارات الشعرية وهي ثلاث وعشرون قصيدة، نختار منها قوله في مطلع قصيدته (نجد):
تلك الرياض وهذه نجد .:. الشعر والتاريخ والمجد
ماضي العروبة في مفاخرها .:. وعلى رباها رفرف الخلد
وأرومة الفصحى وقد درجت .:. في حجرها، وصفا لها الورد
شب البيان العبقري بها .:. فرعته وهي لعبقر مهد
وعلى ثراها من مشاعره .:. هطل الحيا، وتفجر الصلد
كم أطلعت من شاعر هتفت .:. بقصيده الآرام والأسد
عصم إذا ثهلان رجّعها .:. صفت الربا، وتلفت الوهد
يا نجد أين صباك ملهمة .:. للشعر وهي رقيقة رود
مسكية النفحات ضمخها .:. العبهر المنضود والرند
والبرق حَنّ لخفق وامضه .:. قلب المشوق فكاد ينقدّ
كم شامه اللهفان مدّكراً .:. وتوهمته حليها الخود
وشميم ذياك العرار وقد .:. دق العشي وراق يا نجد
ثم أورد الأستاذان جملة من المختارات تبدأ في ص46 وتنتهي في مئة وست وستين
صفحة وهي ثلاث وعشرون قصيدة دار حولها كثير من أحاديث المؤلفين.
ومما يلاحظ أن المؤلفين لم يضعا فهرساً للكتاب، الأمر الذي يضطر معه المتخير إلى تقليب جميع الصفحات وهذا غير مقبول.
ولو لم يكن من مؤلفهما إلا أنه خدم شيئاً يسيرا من جوانب حياة الرجل
لكفى... وهو الذي كان سجلاً عجي
- sha3er el3atfaمؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
- رقم العضوية : 1
الجنس :
عدد الرسائل : 28644
تاريخ الميلاد : 17/01/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : مطرب ومؤلف وملحن ومهندس كمبيوتر وممثل
نقودى : 142757
تاريخ التسجيل : 25/10/2007
لعبة شاعر العاطفة
شاعر العاطفة: 10000000
لعبة محمد السعيد: 1000000
رد: الدكتور حسن جاد حسن جد شاعر العاطفة محمد السعيد
الأحد أبريل 25, 2010 11:38 pm
[size=25]الأعمى
شعر: د. حسن جاد حسن
شعر: د. حسن جاد حسن
*
*مَنْ لِسَارٍ فِي الليْلِ طَـالَ سُـرَاهُ
وَمَحَـا نُـورَ نَاظِرَيْـهِ دُجَـاهُ ؟كُلُّ لَيْلٍ يَمْضِي فَيا ليْتَ شِعْـرِي
لَيْلُهُ السَّرْمَـدِيُّ مـا مُنْتَهَـاهُ ؟!الضُّحَى والأصِيلُ والصُّبْحُ واللَّيْـ
ـلُ تَسَاوَتْ فَكُلُّهَـا أَشْبَـاهُ !وَضُـرُوبُ الأَلْـوَانِ مُتَّفِقَـاتٌ
فِـي سَـوَادٍ تُحِسُّـهُ مُقْلَـتَـاهُلاَ يَرَى جَلْوَةَ الرَّبِيـعِ إذَا اخْتَـا
لَ ولاَ البدْرَ حِينَ يَبْـدُو سَنَـاهُلاَ وَ لاَ يَجْتَلِي سَنَى الشمسِ رَقْرَا
قًا إذَا فَضَّضَ الوجـودَ ضُحَـاهُوَإذَا ذَهَّـبَ الأصيـلُ رَوَابِـي
ـهِ عَدَا طرفَـهُ اجتـلاءُ رُبَـاهُوإذَا الطيرُ رَدَّدَ اللحنَ فـي الـدَّوْ
حِ مَضَى لا يُحِـسُّ إلاَّ صَـدَاهُكُلُّ ما في الوجودِ مِنْ فِتَنِ الـدنْ
ـيَا لَوَتْهُ عـن سِحْـرِهِ دُنْيَـاهُأبَـدًا يَحْتَوِيـهِ سِجْـنُ لَيَالِـي
ـهِ وما فيهِ من سَجِيـنٍ سِـوَاهُ*
*إنْ مَشَى سَـارَ مُرْتَعِـشَ الخَـطْ
ـوِ وَئِيدًا تَخْشَى الأّذَى قَدَمَـاهُوَإذَا لـمْ يَجِـدْ رفيقًـا وفِـيًّـا
أرشَدَتْـهُ إلـى الطريـقِ عَصَـاهُأَوْدَعَ اللهُ نفسَـهُ دِقَّـةَ الحِـسْ
سِ ففي حِسِّـهِ الدقيـقِ هُـدَاهُوجَلاَ سَمْعَهُ فـلا يخطـئُ الهـمْ
ـسَ ونجوى النسيمِ في مَسْـرَاهُيُرْهِفُ الأُذْنَ حين لا تسعفُ العيْ
نُ خُـطـاهُ فَعَيْـنُـهُ أذُنَــاهُوإذا ضَـلَّ راحَ يفـغـرُ فَــاهُ
مستغيثًـا ولـوَّحَـتْ كـفَّـاهُلو تراهُ محملِقًـا مُصْغِـيَ الجِـي
ـدِ رأيتَ العجيبَ فيمـا تـراهُلهفـةٌ للـرؤى تثـيـرُ أمـانـي
ـهِ فيرجو اجتلاءَهـا ناظـراهُثـم يرتـدّ شَوْقُـهُ حَـسَـرَاتٍ
يا لشَوْقِ الأعْمَـى ويَـا لمُنَـاهُ !ليسَ أشقى من فاقدٍ نـورَ عينـي
ـهِ وأغلى ما في الفتـى عينـاهُأَيّ طعمٍ للعيشِ إذْ لَمْ يَـرَ الـدُّنْ
ـيا وما حظُّه.. وماذا جَنَـاهُ ؟ما لَهُ فـي حياتِـه مـن عَـزَاءٍ
أو رَجَــاءٍ يُسـلِّـيـهِ إلاَّ اللهُ*
*هوِّنِ الخطبَ يا أخـي إنَّ هـذا
زَمَـنٌ لَـمْ تَعُـدْ تَـسُـرُّ رؤاهُحسبُكَ العزلةُ التي أنـتَ فيهـا
حين شاهتْ دنيا بَنِيـهِ وشاهُـواإنَّ فـي نفسِـكَ الجميلـةِ دنيـا
من جمالٍ يُغْنِيـكَ عمـا عَـدَاهُلكَ يا رَبِّ فـي النـوازلِ سـرٌّ
عيَّ فهـم العبـاد عـن معنـاهُكلُّ خطبٍ قَدَرْتَـهُ يـا رحيمًـا
لك فيـه لطـفٌ يـدقُّ خفـاهُقد سلبتَ الأعمى وأعطيتَ حتى
صحّ عدلُ القضاءِ فيمـا قضـاهُإن تكنْ قَدْ حَرَمْتَهُ نُـورَ عينـي
هِ ففـي قلبـه يشـعّ ضـيـاهُليس بالعينِ مبصـرٌ أو كفيـفٌ
بَصَـرُ المـرءِ قلبُـهُ أو عَـمَـاهُرُبَّ أعمى منحتَه منـكَ نـورًا
ورفعـتَ الحجـابَ حتـى رآهُوسكبتَ الذكاءَ في حسِّـهِ المـرْ
هَفِ حتـى أنسيتَـه مـا دَهَـاهُيـدركُ الخاطـرَ الخفـيَّ بحِـسٍّ
يسمعُ النملَ في دبيـبِ خُطَـاهُوأديبٍ ماضـي اليـراعِ بَـرَاهُ
خالـقُ النابغيـن حتـى بَـرَاهُ !وفريـدٍ فـي شعـرهِ عبـقـريٍّ
ينفثُ السحـرَ أو يفـضّ رُقَـاهُوصَنَـاعٍ تجيـلُ أنملُـهُ الـنَّـوْ
لَ على لحمةِ الكِسَـا أوْ سَـدَاهُوشَجِيِّ الألحانِ إنْ رَتَّـلَ الـذِكْ
ـرَ أَتَى اللهَ تائبًا مَـنْ عَصَـاهُ !وفَتَاةٍ غَطَّـى الجمـالَ عَمَاهَـا
وكَسَاهَا مـن سِحْـرِهِ وحُـلاَهُنِعَـمٌ هَانَـتِ المصائـبُ فيهـا
وعزاءٌ ينسـي المصـابَ أسَـاهُ*
*أيها الناعمـونَ بالحَـدَقِ النُّـجْ
ـلِ ومَا فاتَهُـمْ غِنًـى أوْ جَـاهُاذكـروا نعمـةَ الإلـهِ عليكـمْ
وأعينوا الأعمـى علـى بلـواهُأطلعـوا صبـحَ ليلـهِ بالأمانـي
وأصيخُـوا إلـى مريـرِ نِـداهُوانشلوهُ منْ بحـرِهِ الهـادرِ المَـوْ
جِ ومنْ لُجَّهِ الـذي قـدْ طَـوَاهُواكفلـوهُ فربَّمَـا صَـارَ يومًـا
علمًـا يهتـدي الحِمَـى بِهُـدَاهُشَرُّ مـا يَقْتُـلُ المواهـبَ إغْفَـا
لٌ وداءُ النـبـوغِ أَنْ تنـسَـاهُلاَ يُضِيـعُ اللهُ حُسْـنَ صَنِيـعٍ
فاغنموا شُكْرَهُ وحُوزُوا رِضَـاهُ*
[size=16]ديوان حسن جاد حسن يصدر قريباً
.........................................
علمتُ صباح اليوم من مهاتفة للدكتور محمد الربيع ـ رئيس النادي الأدبي
بالرياض سابقاً، ووكيل جامعة الإمام سابقاً وعضو مجمع اللغة العربية بمصر ـ
أن ديوان الدكتور حسن جاد حسن سيصدر قريباً (خلال هذا الصيف)، بتحقيق:
أ.د. صابر عبد الدايم، وأن أ.د. عبد المحسن القحطاني (وله جائزة يقيمها
ويحتفل بها في مصر) سُتقيم ندوة على هامشها لمناقشة شعر د. حسن جاد حسن،
ومدارسته.
والدكاترة: محمد الربيع، وصابر عبد الدايم، وعبد المحسن القحطاني من تلامذة الدكتور حسن جاد حسن.
[size=16]يسرني أن ينشر ديوانَ الشاعر حسن جاد كلُ أحد ولكن أؤكد لحضرتك أن النسخة الموجودة مع الأساتذة ستكون واحدة من اثنتين :
الأولي :ما كتبته بخطي وتسلمه د.سيد الدد كما ذكرت لك في السابق.
الثانية:النسخة التي أعدها أحد طلبة الماجستير حينما سجل رسالته في شعر الرجل(كما أخبرني الشاعر)
والنسختان تجمعان ثلثي شعره ويبقي الكثير الذي لم ينشر ولا يوجد مجموعاً
عند أحد إلا عندي،فنسختي بخط يده وهي عند علماء التحقيق النسخة الأم إلي
جانب أن النسخة الثانية بها الكثير من التعديلات التي يجب أن تثبت في أي
نسخة منشورة وهذه التعديلات لاتوجد إلا في نسخة د.سيد وفي نسختي مع زيادة
في نسختي .
كما أن أي نسخة منهما لاتحتاج أن يوضع عليها تحقيق د.أحد لأن صاحبها حققها
بنفسه ولم تكن مطموسة المعالم كما أعلم ولكن يمكن كتابة تقديم نقدي معتدل
لها مع توسيع الترجمة للشاعر.
كما أنني أريد أن أوجه نظركم الكريم أنني لم أكن تلميذه كما كان د.صابر أو
غيره من تلاميذه مع إجلالي للجميع ولكني كنت منه بمنزلة الولد المرافق له
في كل حركة وسكون فقد كنت أوقظه من نومه وأجالسه وأتناول معه الغداء وأظل
معه حتي ينام عند منتصف الليل ، فكنت أقرأ له وأفكر معه وأقضي له كل ما
يحتاج حتي استغني بي عن كل الناس وهذا أعطاني الفرصة في الرواية عن الرجل
فيما لا يمكن لأحد أن يصل إليه كما كان ينعتني براوية أشعاره لهذا
السبب،وقد وقفت علي دقائق حياته ولازالت صلتي قوية ببناته في القاهرة .
وأتمني أن أراه منشوراً قريباً مهما كانت النتائج ولكن أسأل هل تعتقد أن حق
الورثة في حماية المنتج الفكري من الناحية القانونية قد سقط؟أم أن الناشر
في هذه الحالة قد يتعرض للمقاضاة؟
علي حد علمي يسقط هذا الحق بعد خمسين سنة من وفاة المؤلف وبذلك سيكون علي من ينشره أن يرجع إلي ورثته أو إلي المحكمة أيهما شاء.
مع أرق تحياتي
[/size]هل تصدق أن قصيدة
الأعمي التي سجلتها هنا سابقاً بما تحوي من دقة في التعبير والوصف كتبها
الشاعر في 1945 عندما كان مبصراً نالت جائزة الشعر البريطانية المرتبة
الأولي ؟
سألته بعد أن كف بصره هل يجد شيئاً مما أثبته فيها ليس حقيقة أو أثبته وكان
خيالاً، فكان الرد لو عكتبتها الآن ما زدت فيها ولا أنقصت وعندما راجعنا
الشعر في 1994/1995 لم يعدل فيها شيئاً مع توافر التجربة الحقيقية فكأنه
كان يكتبها وهو يستطلع الغيب.
[size=16]الأسبوع
الماضي رحلت السيدة/خديجة حسن حسن الحداد زوج الراحل د.حسن جاد حسن ، وقد
تزوج الراحلة في عام 1989 لتهتم بشئونه وترعاه بعد أن ضاق ذرعا بحياة
المدينة التي ظل فيها مايزيد علي نصف قرن وقد كان بينه وبين شريكة حياته
الأولي من الشقاق الذي تطرق إلي كل حياته فآثر بعد ذلك أن يعود إلي قريته
ليكمل فيها ما تبقي من عمره بعيدا عن الخلافات والمشاكل(ذكرت هذا هنا وسوف
يذكر عند الحديث عن شعره في المرأة إذ لا يتضح إلا بذكره الكثير من
المعاني).
وقد قامت الراحلة علي خدمته وتفانت فيها وفي خدمة كل من وفد عليه من
تلاميذه ومحبيه من مصر ومن خارجها فكم مكث منهم أياما في ضيافتها فلاقي
منها كل ترحيب وقد مكثت في بيتها مايقرب من أربعة أعوام وظلت علاقتي بها
متصلة إلي أن لقيت ربها .
وعوضته عما لاقي في حياته من العنت ولم يكن لها مطلب إلا أن ترضيه وتقوم
علي راحته وقد كانت كذلك أشهد ويشهد الله علي ذلك فرحمة الله عليها وأسكنها
الله فسيح جناته ولولا أنه كان في هذه الفترة لا يكتب الشعر لوجدنا له
فيها قصائد فهو كان وفيا حتي لخادمة كانت تقوم علي شأنهم في سنوات الدراسة
ثم تزوجت وتركتهم فكتب لها قصيدة بعنوان خديجة،إلا أنه كان دائما يذكر لها
صنيعها ويوصي بها خيراً.
رحمة الله علي الجميع
[/size][/size][/size]
[/size][/size][size=16]ديوان حسن جاد حسن يصدر قريباً
.........................................
علمتُ صباح اليوم من مهاتفة للدكتور محمد الربيع ـ رئيس النادي الأدبي
بالرياض سابقاً، ووكيل جامعة الإمام سابقاً وعضو مجمع اللغة العربية بمصر ـ
أن ديوان الدكتور حسن جاد حسن سيصدر قريباً (خلال هذا الصيف)، بتحقيق:
أ.د. صابر عبد الدايم، وأن أ.د. عبد المحسن القحطاني (وله جائزة يقيمها
ويحتفل بها في مصر) سُتقيم ندوة على هامشها لمناقشة شعر د. حسن جاد حسن،
ومدارسته.
والدكاترة: محمد الربيع، وصابر عبد الدايم، وعبد المحسن القحطاني من تلامذة الدكتور حسن جاد حسن.
[size=16]يسرني أن ينشر ديوانَ الشاعر حسن جاد كلُ أحد ولكن أؤكد لحضرتك أن النسخة الموجودة مع الأساتذة ستكون واحدة من اثنتين :
الأولي :ما كتبته بخطي وتسلمه د.سيد الدد كما ذكرت لك في السابق.
الثانية:النسخة التي أعدها أحد طلبة الماجستير حينما سجل رسالته في شعر الرجل(كما أخبرني الشاعر)
والنسختان تجمعان ثلثي شعره ويبقي الكثير الذي لم ينشر ولا يوجد مجموعاً
عند أحد إلا عندي،فنسختي بخط يده وهي عند علماء التحقيق النسخة الأم إلي
جانب أن النسخة الثانية بها الكثير من التعديلات التي يجب أن تثبت في أي
نسخة منشورة وهذه التعديلات لاتوجد إلا في نسخة د.سيد وفي نسختي مع زيادة
في نسختي .
كما أن أي نسخة منهما لاتحتاج أن يوضع عليها تحقيق د.أحد لأن صاحبها حققها
بنفسه ولم تكن مطموسة المعالم كما أعلم ولكن يمكن كتابة تقديم نقدي معتدل
لها مع توسيع الترجمة للشاعر.
كما أنني أريد أن أوجه نظركم الكريم أنني لم أكن تلميذه كما كان د.صابر أو
غيره من تلاميذه مع إجلالي للجميع ولكني كنت منه بمنزلة الولد المرافق له
في كل حركة وسكون فقد كنت أوقظه من نومه وأجالسه وأتناول معه الغداء وأظل
معه حتي ينام عند منتصف الليل ، فكنت أقرأ له وأفكر معه وأقضي له كل ما
يحتاج حتي استغني بي عن كل الناس وهذا أعطاني الفرصة في الرواية عن الرجل
فيما لا يمكن لأحد أن يصل إليه كما كان ينعتني براوية أشعاره لهذا
السبب،وقد وقفت علي دقائق حياته ولازالت صلتي قوية ببناته في القاهرة .
وأتمني أن أراه منشوراً قريباً مهما كانت النتائج ولكن أسأل هل تعتقد أن حق
الورثة في حماية المنتج الفكري من الناحية القانونية قد سقط؟أم أن الناشر
في هذه الحالة قد يتعرض للمقاضاة؟
علي حد علمي يسقط هذا الحق بعد خمسين سنة من وفاة المؤلف وبذلك سيكون علي من ينشره أن يرجع إلي ورثته أو إلي المحكمة أيهما شاء.
مع أرق تحياتي
[/size]هل تصدق أن قصيدة
الأعمي التي سجلتها هنا سابقاً بما تحوي من دقة في التعبير والوصف كتبها
الشاعر في 1945 عندما كان مبصراً نالت جائزة الشعر البريطانية المرتبة
الأولي ؟
سألته بعد أن كف بصره هل يجد شيئاً مما أثبته فيها ليس حقيقة أو أثبته وكان
خيالاً، فكان الرد لو عكتبتها الآن ما زدت فيها ولا أنقصت وعندما راجعنا
الشعر في 1994/1995 لم يعدل فيها شيئاً مع توافر التجربة الحقيقية فكأنه
كان يكتبها وهو يستطلع الغيب.
[size=16]ذكر السيد مرتضي الحاج سيد محمد الرضوي في كتابه مع رجال الفكر بمصرأن حسن جاد قرظ كتاب وسائل الشيعة ومستدركاتها بأبيات وهي :
اهتف بآل البيــت يـا مرتضى *****ولا يصـدنــك مــن أعـرضا
عتــرة خير الخـلـق أهـل التقى ****بيـن البرايـا و الوجـوه الـوضا
واروظمأء الروح من هديهم ******وعطّـر الأفـق بهم و الفـضـا
ولاؤهــم قـربـــى وفي حبهم ******عبــادة لله فيـهاالــرضـا
فانشرعلي الناس هدى فقهـــهـم *******وأحــي مــن آثــارهم مامضى
" وســائـل الشيـعـة "موسوعة *******في الدين لن تجفي ولن ترفضا
بـالفقـه والأخــلاق ينبـوعهــا *****مــا جـف في يـوم ولا غيضـا
مبسوطة للنــاس مـن عهدهم *******وسوف تبقى الدهرلن تقبضا
دع قــول مـن يغلو فمن دسهأ ******يشعــل بالفـــرقة نـار الغضا
حقيــقـة الشيـعــة في ديـنــها ******* حقيـــقة السنـة لــن تنـقـضـا
جـداول مـن منـبـع واحـد ********وإن بــدا الخلــف لمـن أغمضا
لم تبــق بعــد اليــوم مــن فرقة******* ذلك عهد قد مضى وانقضى
اهتف بآل البيــت يـا مرتضى *****ولا يصـدنــك مــن أعـرضا
عتــرة خير الخـلـق أهـل التقى ****بيـن البرايـا و الوجـوه الـوضا
واروظمأء الروح من هديهم ******وعطّـر الأفـق بهم و الفـضـا
ولاؤهــم قـربـــى وفي حبهم ******عبــادة لله فيـهاالــرضـا
فانشرعلي الناس هدى فقهـــهـم *******وأحــي مــن آثــارهم مامضى
" وســائـل الشيـعـة "موسوعة *******في الدين لن تجفي ولن ترفضا
بـالفقـه والأخــلاق ينبـوعهــا *****مــا جـف في يـوم ولا غيضـا
مبسوطة للنــاس مـن عهدهم *******وسوف تبقى الدهرلن تقبضا
دع قــول مـن يغلو فمن دسهأ ******يشعــل بالفـــرقة نـار الغضا
حقيــقـة الشيـعــة في ديـنــها ******* حقيـــقة السنـة لــن تنـقـضـا
جـداول مـن منـبـع واحـد ********وإن بــدا الخلــف لمـن أغمضا
لم تبــق بعــد اليــوم مــن فرقة******* ذلك عهد قد مضى وانقضى
وأراد
أن يستدل من ذلك علي أن الرجل من دعاة التقريب بين السنة والشيعة ثم تناقل
هذه الأبيات موقع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وذكر معه
كلاماً آخرهذا نصه :
""" له (أي لحسن جاد) في مجال التقريب بين المذاهب بحث حول وسائل الشيعة اقتطفت منه:
فمهما أمكنمن شان الخلاف اليسير بين الشيعة وأهل السنة، فإن الأصل واحد، والمنبع واحد وأصولالدين واحدة، مما يقرب مسافة الخلاف ويوحد صفوف المسلمين.
حقـيـقـةالشـيـعـة فـي ديـنـهـا*** حـقـيـقـة الـسـنـة لـنتـنـقـضا
جــداول مــن مـنـبــع واحــد*** وان بـداالـخـلـف لـمـن اغـمـضا
لـم تـبـق بـعـد الـيـوم مـن فرقة *** ذلـك عـهـد قـد مـضـى وانـقضى"""
.........................انتهي النقل.
أن يستدل من ذلك علي أن الرجل من دعاة التقريب بين السنة والشيعة ثم تناقل
هذه الأبيات موقع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وذكر معه
كلاماً آخرهذا نصه :
""" له (أي لحسن جاد) في مجال التقريب بين المذاهب بحث حول وسائل الشيعة اقتطفت منه:
فمهما أمكنمن شان الخلاف اليسير بين الشيعة وأهل السنة، فإن الأصل واحد، والمنبع واحد وأصولالدين واحدة، مما يقرب مسافة الخلاف ويوحد صفوف المسلمين.
حقـيـقـةالشـيـعـة فـي ديـنـهـا*** حـقـيـقـة الـسـنـة لـنتـنـقـضا
جــداول مــن مـنـبــع واحــد*** وان بـداالـخـلـف لـمـن اغـمـضا
لـم تـبـق بـعـد الـيـوم مـن فرقة *** ذلـك عـهـد قـد مـضـى وانـقضى"""
.........................انتهي النقل.
و
يبدو أن الافتراء علي الأموات أصبح أمراً يستحله الأحياء وإن كان الشيعة
قد كذبوا علي النبي وآل بيته فلا أقل من أن يكذبوا علي كل أحد حتي ينفض
الناس عنهم ويظنوا أن الجميع يؤمنون بما يقولون ، ونقول عن كتاب أعلام
الفكر عندما تصفحته علمت أنه كان من الأهداف الرئيسية لزيارة السيد مرتضي
لمصر فذكر كل من لقيهم من أهل الأدب والفكر في مصر سواء له ارتباط بالدين
أم لا يعرف منه إلا فرائضه التي يتعبد الله بها، وكأنه يعتبر هذا الجمع
مفيداً في قضيته ولأن الرجل ينشر في إيران والعراق بين الشيعة فلم يتمكن
أحد من الحصول علي الكتاب للرد عليه إلا بعد أتت الشبكة العنكبوتية فيسرت
الأمر، والعجب العجاب أنه ذكر عدداً كبيراً لم يبق منهم علي قيد الحياة
إنسان ليرد عن نفسه ما ألصق به والكتاب ليس دليلاً علي شيئ مطلقاً فأولاً
لم يذكر شاعرنا هذه الأبيات لا في مخطوطات شعره التي راجعتها جميعها وفي
أشعاره التي رواها لي مشافهة وقد روي كل شعره لي إما مشافهة أو قراءة عليه
مع الضبط والتعديل ، إذن فنسبة الأبيات إليه لا تردنا إلا برواية السيد
مرتضي وهي مردودة لما بدا في كتابه من أهداف ولأنه بالنسبة لنا كما يقول
علماء الجرح مجهول الحال إذا لم نجعله في الكذابين المغرضين ولو سلمنا
جدلاً أن الرجل كشاعر جامله بهذه الأبيات فسقوطها من الديوان دليل علي
رجوعه عنها وإلا لذكرها وقد ذكر شعراً أقل منها جودة وهدفاً.
ولقد جالست الرجل
كثيراً وعرفت دينه فقد كان متديناً سنياً علي مذهب الشافعي مخلصاً لدينه
وإن كان قد تكلم في المذاهب فقد كان يرفض التعصب المذهبي بين أتباع المذاهب
الأربعة ذات الأصل السني الواحد أما السنة والشيعة فلم أسمع من الرجل
شيئاً في ذلك ولم أقرأ له لابحثاً ولا حتي مقالة وهذا ديوان شعره لايوجد
فيه أثر لذلك حتي ولا الأبيات الذي إدعي أنه أهداها له في زيارته له وكذلك
افتري السيد مرتضي علي كثير من أهل العلم من مصر.
ثم في آخر كلامنا
نقول للسيد مرتضي إن الرجل وإن كان أزهرياً متديناً إلا أنه غير متخصص في
فروع الشريعة حتي يكون لرأيه وزنا كبيراً في هذا المجال ولم يكن له منهج
إصلاحي معروف وإنما كان شاعراً مجيداً وأديباً ناقداً ولايعلم عنه تلاميذه
بالمملكة السعودية إلا صفاء الدين فقد كان يبتعد عن كل شبهة في العقيدة أو
الفقه حتي مات علي ذلك والله حسيبه.
وأخيراً فقد دفعتني
الأمانة العلمية للرد علي هذه الدعوي ليس معارضة للتقريب ولا موافقة له
ولكن لإثبات حقيقة تم الافتراء علي صاحبها بعد أن رفع القلم عنه وجفت صحفه.
[/size]يبدو أن الافتراء علي الأموات أصبح أمراً يستحله الأحياء وإن كان الشيعة
قد كذبوا علي النبي وآل بيته فلا أقل من أن يكذبوا علي كل أحد حتي ينفض
الناس عنهم ويظنوا أن الجميع يؤمنون بما يقولون ، ونقول عن كتاب أعلام
الفكر عندما تصفحته علمت أنه كان من الأهداف الرئيسية لزيارة السيد مرتضي
لمصر فذكر كل من لقيهم من أهل الأدب والفكر في مصر سواء له ارتباط بالدين
أم لا يعرف منه إلا فرائضه التي يتعبد الله بها، وكأنه يعتبر هذا الجمع
مفيداً في قضيته ولأن الرجل ينشر في إيران والعراق بين الشيعة فلم يتمكن
أحد من الحصول علي الكتاب للرد عليه إلا بعد أتت الشبكة العنكبوتية فيسرت
الأمر، والعجب العجاب أنه ذكر عدداً كبيراً لم يبق منهم علي قيد الحياة
إنسان ليرد عن نفسه ما ألصق به والكتاب ليس دليلاً علي شيئ مطلقاً فأولاً
لم يذكر شاعرنا هذه الأبيات لا في مخطوطات شعره التي راجعتها جميعها وفي
أشعاره التي رواها لي مشافهة وقد روي كل شعره لي إما مشافهة أو قراءة عليه
مع الضبط والتعديل ، إذن فنسبة الأبيات إليه لا تردنا إلا برواية السيد
مرتضي وهي مردودة لما بدا في كتابه من أهداف ولأنه بالنسبة لنا كما يقول
علماء الجرح مجهول الحال إذا لم نجعله في الكذابين المغرضين ولو سلمنا
جدلاً أن الرجل كشاعر جامله بهذه الأبيات فسقوطها من الديوان دليل علي
رجوعه عنها وإلا لذكرها وقد ذكر شعراً أقل منها جودة وهدفاً.
ولقد جالست الرجل
كثيراً وعرفت دينه فقد كان متديناً سنياً علي مذهب الشافعي مخلصاً لدينه
وإن كان قد تكلم في المذاهب فقد كان يرفض التعصب المذهبي بين أتباع المذاهب
الأربعة ذات الأصل السني الواحد أما السنة والشيعة فلم أسمع من الرجل
شيئاً في ذلك ولم أقرأ له لابحثاً ولا حتي مقالة وهذا ديوان شعره لايوجد
فيه أثر لذلك حتي ولا الأبيات الذي إدعي أنه أهداها له في زيارته له وكذلك
افتري السيد مرتضي علي كثير من أهل العلم من مصر.
ثم في آخر كلامنا
نقول للسيد مرتضي إن الرجل وإن كان أزهرياً متديناً إلا أنه غير متخصص في
فروع الشريعة حتي يكون لرأيه وزنا كبيراً في هذا المجال ولم يكن له منهج
إصلاحي معروف وإنما كان شاعراً مجيداً وأديباً ناقداً ولايعلم عنه تلاميذه
بالمملكة السعودية إلا صفاء الدين فقد كان يبتعد عن كل شبهة في العقيدة أو
الفقه حتي مات علي ذلك والله حسيبه.
وأخيراً فقد دفعتني
الأمانة العلمية للرد علي هذه الدعوي ليس معارضة للتقريب ولا موافقة له
ولكن لإثبات حقيقة تم الافتراء علي صاحبها بعد أن رفع القلم عنه وجفت صحفه.
[size=16]الأسبوع
الماضي رحلت السيدة/خديجة حسن حسن الحداد زوج الراحل د.حسن جاد حسن ، وقد
تزوج الراحلة في عام 1989 لتهتم بشئونه وترعاه بعد أن ضاق ذرعا بحياة
المدينة التي ظل فيها مايزيد علي نصف قرن وقد كان بينه وبين شريكة حياته
الأولي من الشقاق الذي تطرق إلي كل حياته فآثر بعد ذلك أن يعود إلي قريته
ليكمل فيها ما تبقي من عمره بعيدا عن الخلافات والمشاكل(ذكرت هذا هنا وسوف
يذكر عند الحديث عن شعره في المرأة إذ لا يتضح إلا بذكره الكثير من
المعاني).
وقد قامت الراحلة علي خدمته وتفانت فيها وفي خدمة كل من وفد عليه من
تلاميذه ومحبيه من مصر ومن خارجها فكم مكث منهم أياما في ضيافتها فلاقي
منها كل ترحيب وقد مكثت في بيتها مايقرب من أربعة أعوام وظلت علاقتي بها
متصلة إلي أن لقيت ربها .
وعوضته عما لاقي في حياته من العنت ولم يكن لها مطلب إلا أن ترضيه وتقوم
علي راحته وقد كانت كذلك أشهد ويشهد الله علي ذلك فرحمة الله عليها وأسكنها
الله فسيح جناته ولولا أنه كان في هذه الفترة لا يكتب الشعر لوجدنا له
فيها قصائد فهو كان وفيا حتي لخادمة كانت تقوم علي شأنهم في سنوات الدراسة
ثم تزوجت وتركتهم فكتب لها قصيدة بعنوان خديجة،إلا أنه كان دائما يذكر لها
صنيعها ويوصي بها خيراً.
رحمة الله علي الجميع
[size=16][size=25]حين قلبت في مخطوط الديوان في القصائد الخطية للشاعر
وقعت عيني علي هذه الأبيات مهداة لفضيلة العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله
فأردت أن أتحفكم بها تاركا للشاعر تقديم قصيدته
متعكم الله بالعافية
وقعت عيني علي هذه الأبيات مهداة لفضيلة العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله
فأردت أن أتحفكم بها تاركا للشاعر تقديم قصيدته
متعكم الله بالعافية
[/size][/size][/size]
رد: الدكتور حسن جاد حسن جد شاعر العاطفة محمد السعيد
الخميس أبريل 29, 2010 10:48 am
شاعر وابن شاعر وابن شاعر
تسلم يا كبير
تسلم يا كبير
- sha3er el3atfaمؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
- رقم العضوية : 1
الجنس :
عدد الرسائل : 28644
تاريخ الميلاد : 17/01/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : مطرب ومؤلف وملحن ومهندس كمبيوتر وممثل
نقودى : 142757
تاريخ التسجيل : 25/10/2007
لعبة شاعر العاطفة
شاعر العاطفة: 10000000
لعبة محمد السعيد: 1000000
رد: الدكتور حسن جاد حسن جد شاعر العاطفة محمد السعيد
الخميس أبريل 29, 2010 2:09 pm
عادى كتب:شاعر وابن شاعر وابن شاعر
تسلم يا كبير
ميرسىي ا عادى يا جامد
- sha3er el3atfaمؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
- رقم العضوية : 1
الجنس :
عدد الرسائل : 28644
تاريخ الميلاد : 17/01/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : مطرب ومؤلف وملحن ومهندس كمبيوتر وممثل
نقودى : 142757
تاريخ التسجيل : 25/10/2007
لعبة شاعر العاطفة
شاعر العاطفة: 10000000
لعبة محمد السعيد: 1000000
رد: الدكتور حسن جاد حسن جد شاعر العاطفة محمد السعيد
الخميس أبريل 29, 2010 2:10 pm
ميييييييييييييرسى منار
- حصريا برنامج مع التابعين للداعيه الدكتور عمرو خالد كامل من شاعر العاطفة محمد السعيد
- وفاة المهندس السعيد عبد الهادى جاد حسن والد شاعر العاطفة محمد السعيد
- وفاة المهندس السعيد عبد الهادى جاد حسن والد شاعر العاطفة محمد السعيد 2009
- شارع شاعر العاطفة بمنية النصر وشاعر العاطفة محمد السعيد
- الشاعر محمد السعيد شاعر العاطفة احلى شاعر فى مصر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى