شاعر العاطفة محمد السعيد ميلا / مروج sha3er el3atfa
الموقع الرسمى لشاعر العاطفة محمد السعيد يرحب بكم من فضلك ادخل وقول بسم الله الرحمن الرحيم وقول يارب Welcome To Sha3er El3atfa Mo7ammed Elsa3id
تابعونا على الفيس بوك
https://www.facebook.com/Sha3erEl3atfaMohamedElsaid

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شاعر العاطفة محمد السعيد ميلا / مروج sha3er el3atfa
الموقع الرسمى لشاعر العاطفة محمد السعيد يرحب بكم من فضلك ادخل وقول بسم الله الرحمن الرحيم وقول يارب Welcome To Sha3er El3atfa Mo7ammed Elsa3id
تابعونا على الفيس بوك
https://www.facebook.com/Sha3erEl3atfaMohamedElsaid
شاعر العاطفة محمد السعيد ميلا / مروج sha3er el3atfa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
صفحة شاعر العاطفة على الفيس بوك









اذهب الى الأسفل
sha3er el3atfa
sha3er el3atfa
مؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
مؤسس ورئيس مجلس ادارة موقع شاعر العاطفة محمد السعيد
رقم العضوية : 1
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 28641
تاريخ الميلاد : 17/01/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : مطرب ومؤلف وملحن ومهندس كمبيوتر وممثل
نقودى : 140908
تاريخ التسجيل : 25/10/2007

لعبة شاعر العاطفة
شاعر العاطفة: 10000000
لعبة محمد السعيد: 1000000
http://www.sha3erel3atfa.yoo7.com

قلوب يوسف عليه السلام قصة كاملة

الجمعة يونيو 10, 2016 3:01 pm
[size=32]يوسف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام


الطيور المخيفة


قال تعالى: { ودخل معه السجن فتيان, قال أحدهما اني أراني أعصر خمرا, وقال الآخر اني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه, نبئنا بتأويله, انا نراك من المحسنين } 



1. في البدء كلمة 



الأنبياء عباد الله, خصّهم ربّهم بمكانة عظيمة, ومنزلة رفيعة, فزيّن لهم فعل الخيرات, لأنهم كانوا من عباده المخلصين, وجعل الله لكل نبي معجزة أو معجزات لا تكون لبشر غيرهم, ومنهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الذي أصابه اضطهاد اخوانه وأشقائه فحاولوا التخلص منه, ولكن الله كان له خير حافظ والله أرحم الراحمين. 



وقد اختص الله عز وجل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بالرؤيا الصادقة التي تحدثت عن أحداث كثيرة قبل وقوعها, فكانت رؤياه وحلمه وهو نائم معجزة,وكان تفسيره للأحلام معجزة كبيرة تدل على ما اختصه ربه به من معجزات عظيمة ما زلنا نسمعها وتصيبنا بالدهشة فنسبح بحمد الله القادر على كل شيء لأنه سبحانه عز وجل ليس كمثله شيء. 



2. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في السجن 



منذ أن خرج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من البئر ومضى مع بعض الناس الذين باعوه لوزير من وزراء مصر اسمه العزيز ومنذ هذا اليوم ويوسف يعيش عيشة هانئة راضية يحبه أهل هذا البيت, فهو في دار العزيز أحد وجهاء مصر وامرأته "زليخة" بنت أخت الملك الريان بن الوليد ملك مصر. 



نشأ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نشأة عظيمة وأصبح شابا جميلا, بديع الجمال والبهاء مما جعل النساء ينظرن الى جماله وبهائه, وكان ممن نظر اليه زليخة امرأة العزيز, وحاولت أن تجعله خائنا لسيّده العزيز ولكن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نبي من سلالة الأنبياء, عصمه ربه وحماه من الفاحشة, ومن مكر النساء, فهو سيّد النجباء, والسبعة الأتقياء الذين قال عنهم الرسول محمد خاتم الأنبياء : 



"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الاه ظله : 

امام عادل 

ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عينينه 

ورجل قلبه معلق بالمساجد اذا خرج منه حتى يعود اليه 

ورجلان تحابا في الله اجتمعا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وتفرّقا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقته يمينه 

وشاب نشأ في عبادة الله 

ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني أخاف الله. 

رواه البخاري في صحيحه10\36\660, ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد. 



لما كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أحد هؤلاء السبعة الذين تحدث عنهم رسول الله فقد رفض خيانة سيده العزيز, وعصى أمر زوجته "زليخة" [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال لها منكرا ما تريد: { معاذ الله انه ربي } يقصد زوجها صاحب المنزل, ثم استكمل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حديثه فقال: انه أحسن الي وأكرم مقامي عنده وفي فعلي هذا الذي تدعينني له ظلم, { انه ربي أحسن مثواي لكنه لا يفلح الظالمون }. 



حاولت امرأة العزيز أن تجعل من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الطاهر الطيّب, فاحشا خائنا ولكنها فشلت, وخرج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من دارها هاربا مسرعا, ولما عاد صاحب الدار وهو زوجها اشتكت له مرّ الشكوى ووصفت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بأنه خائن فاحش, زورا وبهتانا, واتهمته بالباطل, ولكن الرجل لم يصدق هذا الاتهام وحقق مع يوسف, وثبتت براءته, ولكنها لم توقف كيدها ليوسف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام, وخاصة أن نساء المدينة تحدثوا عنها وعن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فأصابها غيظ شديد, وخاصة أنهن نساء الأمراء والكبراء, فقد طعنوا فيها وعابوا عليها, وشنعوا بها. 



علمت بمكرهن وسمعت به, فأرادت أن تثبت لهن عذرها وأنهن لو شاهدن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من جمال لفعلوا مثل ما فعلت, ففكرت في حيلة تثبت من خلالها صدق ما فعلت, كي يعذرها النسوة, لأنها متأكدة من أن ما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هذا النبي الكريم يجعل الفتنة في قلوب النساء, فأرسلت لهن دعوة للغداء جامعة في منزلها, وأعدّت لهن مجلسا مريحا جميلا, وضيافة رائعة, وأحضرت من جملة ما أحضرت من الطعام وأدواته سكاكين يقطعن بها فاكهة وطعاما, وآتت كل واحدة منهم سكينا, وهيأت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وألبسته أحسن الثياب, وكان في ريعان شبابه مليئا بكل تقاسيم الجمال, وأمرته ان يخرج عليهن وهو بكامل زينته وجماله فخرج عليهن وهو بدر في جماله, وروعة في ثيابه وشبابه. 



فلما رأته النساء وهن في مجلس زليخا أعظمنه وأجللنه, وأخذتهن الهيبة والدهشة من فرط جماله وحسنه, وجعلت النسوة يقطعن أيديهن بالسكاكين ولا يشعرن بالجراح الاتي أصابتهن من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقد وصف القرآن الكريم هذا المشهد فجاءت الآيات تقول : 

فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشى له ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم }. 



وقالت زليخا للنساء: { فذلكن الذي لمتنني فيه } فعذرت النساء زليخا التي مدحت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ووصفته بالطهارة والعفة, ولكن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لم يستمع الى حديثهن ودعوتهن له الى طاعة سيدته, وقد هددته زليخا بادخاله السجن ان لم يكن لها من الطائعين, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقالت: { لئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين }. 



استجار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بربه ودعاه دعاء خالصا, بأن يخلصه من بين أيدي النساء, وقال في هذا الدعاء: { قال رب السجن أحب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن أصب اليهن وأكن من الجاهلين }. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]33. 



قال مناجيا ربه: يا رب ان تركتني لنفسي, فليس لي من نفسي الا العجز والضعف, ولا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله, فأنا ضعيف الا ما قويتني وعصمتني وحفظتني بحولك وقوتك. 



عند ذلك استجاب الله عز وجل لدعاء نبيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فقد فضل السجن على المعصية, معصية الله عز وجل, ولقد اعتبر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن السجن رحمة من الله عز وجل, وطريق يسلكه الى الطاعة ويعصم نفسه بدخول السجن من المعصية. 



ودخل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السجن رغم ثبوت براءته عند العزيز, الا أن العزيز وامرأته بدا لهم من الرأي أن دخول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السجن ولو لوقت قصير يقلل من كلام الناس حولهم, وحكي أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لما دعا ربه [color:0926=rgb(255, 0, 255)]قائلا: { السجن أحب الي } [color:0926=rgb(255, 0, 255)]أوحى الله اليه: " يا يوسف! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب اليّ, ولو قلت العافية أحب اليّ لعوفيت. القرطبي ج9 الآيتان 33-34 ص 121 . 



اقتاد الناس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الى السجن مظلوما, فحمل مقيدا على ظهر حمار, وطيف به وقد قال بعضهم: "هذا جزاء من يعصي سيدته" أما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][color:0926=rgb(255, 0, 255)]فكان يقول: هذا السجن أيسر وأهون من مقطعات النيران, وسرابيل القطران, وشراب الحميم في جهنم, والأكل من شجرة الزقوم في جهنم والعياذ بالله, فلما وصل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السجن وجد قوما قد انقطع رجاؤهم, واشتد بلاؤهم, فيومهم عمل شاق, ومذلة وتعذيب فقدوا من خلاله كرامتهم وعزتهم, واكتوت ظهورهم بسياط السجانين وظلمهم, واختلط فيهم المظلوم بالظالم والجاني بالبريء. 



رأى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حالتهم هذه, فتقدم اليهم [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال لهم: اصبروا وأبشروا تؤجروا, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقالوا له: يا فتى! ما أحسن حديثك! لقد بورك لنا في جوارك, من أنت يا فتى؟ [color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال: أنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ابن صفي الله وحبيبه يعقوب, ابن نبي الله اسحاق, ابن خليل الله ابراهيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام. 



أصبح [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في السجن وقد رأى الناس على حال يرثى لها فمنهم الحزين ومنهم المريض والجريح, فكان يعزي فيه الحزين, فلا يتركه حتى يذهب عنه الحزن والبأس, وكان يعود المريض, فيخفف عنه آلامه, ويداوي الجريح حتى يشفى من جراحه, وكان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يصلي الليل كله قائما خاشعا لله عز وجل الذي أنعم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ونجاه من فتنة النساء. 



وكان يقف بين يدي ربه باكيا حتى تبكي معه جدر البيوت وسقفها والأبواب من شدة خشوعه وخوفه من الله عز وجل, حتى طهر به السجن, واستأنس به أهل السجن, فكان اذا خرج الرجل من السجن رجع حتى يجلس في السجن مع يوسف! 



وقد نشأت علاقة ود شديدة وحب صادق بين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقائد السجن وصاحبه فوسّع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فيه, وأكمل له سبل الراحة, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال له ذات يوم:


يا يوسف! لقد أحببتك حبا لم أحب شيئا مثل حبك!! 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: أعوذ بالله من حبك. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال قائد السجن: ولم تقول ذلك يا يوسف؟ وظن الرجل أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يرفض منه هذا الشعور الطيّب والود الخالص ولكن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]استدرك قائلا:" أحبني أبي ففعل بي اخوتي ما فعلوه". 



يقصد أن اخوته ثارت غيرتهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لما أحبه أبوه واستدرجوه الى البئر وألقوه فيه, وقالوا لأبيهم ان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أكله الذئب وتبع ذلك بيعه للعزيز بعد اخراجه من البئر. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]ثم قال يوسف: وأحبتني سيدتي فنزل بي ما ترى. 



تبسّم صاحب السجن ولكن حديث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لم ينقص الود بينهما فكانا يلتقيان دوما ويسمران, وأصبحت شخصية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دواء يشفي جراح المساجين, ويهون كروبهم وهمومهم, فاذا أصبح أهل السجن بحثوا عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ليستبشروا به, وشاوروه في آمالهم وأحلامهم, وحكّموه في خصامهم, وقبلوا حكمه بروح طيبة ونفس عالية, وأصبح السجن ليوسف ومن معه روضة جميلة, واسعة اتساع الحرية, هنيئة هناء الطاعة والعبادة, وانصرفت مشيئة الله الا يكون سجن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سجنا بل رحمة وحرية الى الطاعة, وذلك أرحم من سجن المعصية, فالذنب الذي يرتكبه الانسان يسجنه طوال عمره فيه أما الحرية فهي في عفة النفس اللسان واحترامها, فليست الجدران وحدها هي السجن, وانما السجن هو سجن النفس المذنبة الذليلة. 



3. صاحبي السجن 



قال تعالى: { ودخل معه السجن فتيان } [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]36. 



ظل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في حبسه وسجنه راضي النفس قانعا بقضاء الله والذي هو خير له, ولما طالت أيام السجن أصبح ليوسف صحبة أصحاب, ومن أصحابه الذين كانوا يلازمونه فتيان أحدهما اسمه "مجلب" والآخر " نبوا" كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يودهما كما يود أصحابه في السجن ويحبهما كما يحب أهل السجن جميعا مما زاد في التصاقهما به, ودوام مجالسته والتحدث اليه في كل أمر يخطر ببالهما. لم يكن يعلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سبب سجنهما, ومع دورة الأيام والزمن علم السبب فقد كان الملك الوليد بن الريان ملك مصر طويل العمر والملك, وأمضى زمنا طويلا في ملكه ما جعل الناس يملون ملكه فكادوا له, وبدأ الكيد من جماعة من مصر فأرادوا المكر بالملك واغتياله فدسوا الى هذين الغلامين وأرسلوا لهما من يفاوضهما في الأمر, فقد كان "مجلب" صاحب الطعام وخباز الملك وطباخه الذي يقدم له الطعام كل يوم ويطعمه, أما "نبوا" فقد كان ساقيه يقدم له الشراب بأنواعه, ولا يأمن الوليد لغيرهما في تقديم الطعام والشراب له سواء أكان وحيدا أو مع حاشيته وضيوفه. جاءهما جماعة من مصر وعرضوا عليهما مالا كثيرا وبساتين ومزارع جميلة اذا هما دسا السم في طعام الوليد, وضمنا لهما السلامة من أي خطر قد يتعرضان له, طالت المفاوضات, وبعدها وافق "مجلب" سريعا وتردد "نبوا" كثيرا, وفي النهاية وافقا على طلب هؤلاء الناس وحصلا على بعض المال منهم. 



جاء موعد غداء الملك في اليوم التالي, فدس مجلب السم في الطعام وعمل بما اتفق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مع المصريين المعارضين للملك الوليد بن الريان والراغبين في اغتياله ليخلو لهم حكم مصر, أما نبوا فقد حفظ عشرة سيده ورغب ألا يخون الأمانة, فلم يضع سما في شراب الملك. 



حمل كل منهما ما يخصه من الطعام والشراب فتقدم مجلب بمائدة طعام الملك وحمل نبوا أواني الشرب ودخل على مليكه, وامتدت يد الواليد بن الريان للطعام فصرخ نبوا قائلا: " لا تأكل يا مولاي ففي الطعام سم وضعه مجلب"!! تراجع الملك ورفع يده فورا عن الطعام بعد أن امسك به, ونظر الى مجلب في دهشة, وتنقل بصره بين مجلب ونبوا, وقال موجها حديثه لنبوا وقد وقف مجلب يرتعد من شدة الخوف, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال: ما تقول يا نبوا؟! 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال نبوا: أقول يا مولاي ان الطعام الذي أمامك مسموم فقد دس مجلب السم فيه. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال الملك: وأنت ماذا فعلت يا بنوا؟ أوضعت السم في الشراب؟ 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال نبوا: حاشا لله يا مولاي, فأنت ولي نعمتي, ومليكي الذي أرتع في قصوره, وأسعد بجواره, وأكرّم نفسي من أمواله, هل يعقل أن أخون كل هذا يا مولاي؟ 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال الملك وهو ينظر الى مجلب نظرة قاسية: 


اذن.. تناول الشراب واشربه يا نبوا!! 



شرب نبوا كأس الملك وأتبعه بكأس آخر, ووقف هادئا سليما لم يصبه شيء من الأذى لأن الشراب كان خاليا من السم وطازجا. 


اعتدل الملك في جلسته, ونادى مجلب كي يقترب منه قليلا, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال له: كل من هذا الطعام يا مجلب. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال مجلب وهو يرتعش وقد تصبب عرقا: لا أستطيع أيها الملك لا أستطيع, اعفني من هذه المهمة. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]صرخ الملك في مجلب قائلا:


أيها الخائن, أنت تعرف أن الطعام مسموم, أتخاف من الموت الآن, وقد أردت أن تقتلني, قل لي من وضع السم في هذا الطعام؟ 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]تأتأ مجلب وارتبك وقال في تردد وخوف: لا..لا أدري. 


نادى الملك جميع حراسه, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال: اقبضوا على هؤلاء وأحضروا لي حيوانا أو دابة تأكل من هذا الطعام. 


أحضر الحراس حصانا كبير السن وجعلوه يأكل من الخبز المسموم والطعام. فجاؤوا به, ولما أكل صهل بصوت عال صهلة وسقط على الأرض ميتا, عندئذ تأكد الملك من صدق نبوا وقبض على مجلب ومعه نبوا وأجريت معهما التحقيقات التي أدانتهما ادانة شديدة, مجلب وضع الطعام مسموما أمام الملك ولم يحفظ الأمانة التي ائتمنه عليها الملك وهي حياته, فمن يأمن لانسان أن يقدم له طعامه, فانه يأمنه على حياته وعمره, ونبوا اتهم أيضا بأنه كان على علم بالمؤامرة وتأخر في الابلاغ عنها حتى اللحظات الأخيرة. 



وسيق الاثنان الى السجن ليقضيا عقوبة رادعة, بعد أن نجيا من حكم الاعدام, وهناك في السجن أصبحا مع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في كل مكان يجلس فيه صباحا ومساءا. 


وذات يوم جلس الفتيان الى جوار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقد أهمهما أمر وشغلهما, وساد فيهم صمت لوقت قصير قطعه نبوا [color:0926=rgb(255, 0, 255)]بقوله:


ما علمك الذي تعلمه يا يوسف؟ 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال يوسف: اني أعبّر الرؤيا وأفسرها تفسيرا كاملا بأمر الله. 


عاد الجميع الى صمتهم الأول ونظر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في وجه نبوا ومجلب فوجدهما مكروبين مهمومين, كأن بهما كربا أو أصابتهما صائبة أو مصيبة, عندئذ بادرهما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][color:0926=rgb(255, 0, 255)]بقوله: ما لي أراكما مكروبين؟ القرطبي ج 9 ص 36-38. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قالا: انا رأينا في المنام ما كرهنا أن نراه. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: وما هو؟ قصا عليّ ما رأيتما. 


تردد الفتيان لحظة في الحديث ثم استهل مجلب الخباز حديثه [color:0926=rgb(255, 0, 255)]قائلا: 


أتنبئنا يا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بتأويل وتفسير ما رأينا؟ 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: نعم لقد قلت لكما أنني أسطيع أن أنبئكما به ان شاء الله تعالى.. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال مجلب على الفور: 


رأيت كأنني اختبزت وصنعت خبزا في ثلاثة تنانير أو ثلاثة أفران لصناعة الخبز وجعلت الخبز في ثلاث سلال, فوضعته على رأسي فجاء الطير تأكل منه. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال نبوا ليوسف:


رأيت كأني أخذت ثلاثة عناقيد من عنب أبيض, فعصرتهن في ثلاث أوان, ثم صفيته فسقيت الملك كعادتي فيما مضى, صمت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قليلا وقد اشرأبت أعناق صاحبيه ينتظران على شوق تفسير حلميهما العجيبين, ثم تغيّر لونه لما عرفه من تفسير الرؤيا, عندئذ أعاد نبوا رؤياه بصيغة أخرى فقال ليوسف: أيها العالم رأيت كأني في بستان فاذا أنا أقف تحت كرمة عنب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ثلاث عناقيد فجنيتها, وكان كأس الملك بيدي فعصرتها وسقيت الملك شربة. عرائس المجالس للثعلبي ص 108. 


نظر اليه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام, عرف أنه يستعجل التفسير, ونظر باشفاق الى مجلب الذي لم يشأ ان يكرر سرد رؤياه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مثل ما فعل نبوا. 


كره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يعبر ويفسر لهما ما سألاه عن الرؤيا لما علم في ذلك من المكروه الذي سيقع على أحدهما وهو مجلب, فقد كان تفسير رؤياه مشقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لا يبشر بخير, لهذا السبب أعرض [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وامتنع عن تفسير الرؤيا وبدأ يتحدث في أمر آخر فيه اعراض عن الخوض في تفسير الرؤيا, وفيه دعوة لاسلام أهل السجن وهو كفار. 


رتب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أفكاره, وجعل همه الأول هو الدعوة لله عز وجل لأن ما عنده من علم هو من الله عز وجل لا يستطيع أن يدعي أو أن يقول ان ما عندي من تفسير للرؤيا هو من علمي الذي جاء من أفكاري, وليجعل في قلوب هؤلاء الأصحاب الذين يعيشون معه في السجن شيئا من الايمان والتقوى, تستقيم معه شروط صدق الرؤيا, فايمان الانسان وصدقه يجعل رؤياه صادقة, فلن تجد رؤيا صادقة لانسان كاذب أو عاص لله عز وجل, الرؤيا الصادقة نعمة من الله, والمعصية تحرم الانسان من هذه النعمة, فالمعاصي تزيل النعم وتقضي عليها, والطاعات تجلب الخير والبشر والسعادة للناس جميعا, لهذ اتجه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اتجاها مغايرا في حديثه قبل أن يفسر الرؤيا. 


بيّن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لصاحبي السجن أن الله خصه بعلم عظيم, ومن هذا العلم [color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: { لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما }. 


يعني لا يجيئكما غدا طعام من منزلكما الا أخبرتكما به الآن قبل أن يأتي. 


فقالا له: هذا من فعل العرّافين والكهنة. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال يوسف: ما أنا بكاهن, وانما ذلك مما علمنيه ربي, اني لا أخبركما به تكهنا وتنجيما, بل هو بوحي من الله عز وجل. تفسير القرطبي ج9 ص 127. 



وبيّن لهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دينه ومذهبه, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال لهما: اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت دين وملة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب وكلهم أنبياء مؤمنون موحدون لله عز وجل وما ينبغي لي ولا لآبائي أن نشرك بالله من شيء, وهذا الايمان فضل من الله علينا أن عصمنا من الشرّ كله, وزيّن لنا فعل الخيرات للناس, ومن فضل الله علينا أن جعلنا أنبياء صالحين, وفضله سبحانه عز وجل على الناس وهم عباده الصالحين, ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على ما أتاهم من نعمة وفضل تحيط بهم ولا يشعرون بها. 



استمع الفتيان لحديث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقد تشوّقا لتأويل الرؤيا, ولكن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لم ينه دعوته ورسالته لهما بعد [color:0926=rgb(255, 0, 255)]بل مضى يقول:



يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } بأي صفة تحبون أن يكون لكم رب تعبدونه؟ أتحبون أن تعبدوا آلهة متفرقة في العدد والسن؟ انها اصنام تلك التي تعبدونها لا تضر ولا تنفع, أهذه الأصنام خير لكم أم الله الواحد القهار الذي قهر كل شيء, ان الآلهة المتفرقة تتفرّق في الارادة, ولو كانوا كذلك لعلا اله على اله, ولتصارعت كل واحدة مع الأخرى.


ان ما تعبدونه من أصنام يا صاحبي السجن من دون الله عز وجل ليست من الأوهية في شيء, وما هي الا أسماء سميتموها أنتم, لانها جماد لا يتكلم ولا يعقل. 



تحدث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عن الايمان والعقيدة والربوبية والطاعة فهذه رسالته في الدنيا شأنه شأن أي نبي, يدعو الناس لعبادة الله الواحد القهار, ويدعوهم للتوحيد والطاعة, والايمان بأن الربوبية لله, ولا يعبد الناس الا الله من خلال هذا الدين القيّم. 



4. تفسير الرؤيا 



قال تعالى على لسان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام: { يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا, وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه, قضي الأمر الذي فيه تستفتيان }. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]41. 



بعد أن دعاهما دعوة الايمان, وبيّن لهما فطنته ودرايته, وميز لهما بين تلك الأصنام التي لا تنفع ولا تضر, وبين الله الواحد القهار الذي لا اله سواه ولا شريك له في الملك, وهو على كل شيء قدير. بعد كل هذا بدأ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في تفسير الرؤيا فقال موجها حديثه للساقي: انك ترد الى عملك الذي كنت فيه وهو سقاية الملك بعد ثلاثة أيام. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال للآخر: أما أنت فتدعى بعد ثلاثة أيام فتصلب فتأكل الطير من رأسك. 


نظر مجلب ونبوا في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وتفحصا بعضهما بعضا من المفاجأة. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]وارتعد نبوا خوفا وقال: والله ما رأيت شيئا وان هذه الرؤيا كذبنا بها عليك لنعرف مدى فراستك في تفسير الأحلام. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال الثاني: ما رأينا شيئا انما كنا نلعب ونجرّب عملك هذا. 


فقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في حزم شديد. 


قضي الأمر الذي فيه تستفتيان }. 


أي انتهى الأمر ولا جدال مرّة أخرى. 


وقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في سلام لنبوا وهو الساقي الذي ظن أنه سينجو من الموت ويعود الى حالته الأولى مع الملك الوليد بن الريان, فيدخل قصره ويكون ساقيه مرة أخرى, قال له يوسف: 


اذكرني عند ربك } أي تحدث عني عند سيدك, واذكر له ما رأيته من حالي, وما أنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من تفسير الرؤيا, وأخبره أني محبوس بلا ذنب, وقد كان لهذا الطلب من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عتاب شديد اذ استعان وهو في محنته ببشر ولم يستعن بالله عز وجل. وقد ذكر العلماء أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ظل في السجن بضع سنين وجاء ذلك في الآية الكريمة: 


فلبث في السجن بضع سنين }. 


وذكر المفسرون أن جبريل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام, دخل على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في السجن, فعرفه يوسف, فقال جبريل: يا أخا المنذرين! ما لي أراك من الخاطئين؟! [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال جبريل أيضا: يا طاهر ابن الطاهرين! يقرئك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رب العالمين [color:0926=rgb(255, 0, 255)]ويقول: أما استحييت اذ استغثت بالآدميين؟! وعزتي وجلالي! لألبثنك في السجن بضع سنين.


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال يوسف: يا جبريل أهو عني راض؟ 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال جبريل: نعم! 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال يوسف: لا أبالي الساعة. تفسير القرطبي الجزء الاتسع ص 128. 



وروي أن جبريل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]جاءه فعاتبه عن الله تعالى في ذلك, وطوّل سجنه, [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقال له: يا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من خلصك من القتل من أيدي اخوتك؟! 


قال الله تعالى. 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال له: من أخرجك من البئر؟ 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: الله تعالى. 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال جبريل: فمن عصمك من الفاحشة؟ 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: الله تعالى. 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال جبريل: يا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فمن صرف عنك كيد النساء؟ 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: الله تعالى. 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال جبريل: فكيف وثقت بمخلوق وتركت ربك فلم تسأله؟!. تفسير القرطبي ج9 ص 129. 

[color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال يوسف: " يا رب كلمة زلت مني". 



وجعل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يتوسل الى ربه [color:0926=rgb(255, 0, 255)]ويدعوه ويقول: أسألك يا اله ابراهيم واسحق والشيخ يعقوب عليهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن ترحمني. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال له جبريل: فان عقوبتك يا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن تظل في السجن بضع سنين. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقد قال رسول الله صلى الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الصلاة والسلام:" رحم الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لولا الكلمة التي [color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال: { واذكرني عند ربك } ما لبث في السجن بضع سنين". 


لهذا ظل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في السجن سبع سنين, وكان يمكن أن يخرج قبل هذا لولا كلمته للساقي بأن يذكره عند الملك, ليعلم ما وقع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من ظلم, وما أوتي من علم في تفسير الرؤيا وتعبيرها تعبيرا صحيحا بفضل الله وارادته عز وجل. 



ظل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ينتظر الفرج, فرج الله عز وجل كي يخرج من السجن بعد هذه التجربة الكبيرة, وقد كان السجن له في البداية رحمة وتفضيلا فضله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على كيد النساء عندما اختار قائلا: 


رب السجن أحب اليّ مما يدعونني اليه }. 



5. رؤيا الملك وخروج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من السجن 



انصرفت مشيئة الله أن يخرج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من السجن, ودنا فرج الله على يوسف, فقد رأى الملك الوليد بن الريان رؤياه التي تسببت في خروج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من السجن, فنزل جبريل فسلم على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وبشره بالفرج, وأن ارادة الله قد انصرفت كي يخرج من السجن. 



وقال جبريل: ان الله مخرجك من سجنك, وممكن لك في الأرض, يذل لك ملوكها, ويطيعك جبابرتها, ومعطيك الكلمة العليا على اخوتك وذلك بسبب رؤيا رآها الملك. 



والرؤيا تقول أن الملك الأكبر الريان بن الوليد رأى في نومه كأنه خرج من نهر يابس سبع بقرات سمان, كبيرات الحجم, يكاد اللحم يسقط من جوانب كل واحدة من كثرة السمنة, وهذ البقرات السبع تطاردهن سبع عجاف هزيلات ضعيفات لا يظهر منهن سوى الهيكل العظمي, وظلت تطاردهن حتى أمسكت كل بقرة من البقرات الضعاف الهزيلات ببقرة من السمان في آذانها وأكلتها فلم تبق منها الا القرنين, ورأى الملك سبع سنبلات قمح خضراء قد أقبل عليهن سبع سنبلات يابسات فأكلتهن حتى أتين عليهن فلم يبق منهن شيء وهن يابسات, وكذلك البقرات السبع كن عجافا ضعافا هزيلات حتى بعد أن أكلن البقرات السمان. 



استيقظ الملك الريان من نومه فزعا خائفا فقد هالته الرؤيا وأخافته, فكيف يرى الانسان بقرة ضعيفة هزيلة تأكل بقرة سمينة ضخمة مكتنزة باللحم, ترك الملك فراشه على الفور وارتدى ملابسه مسرعا وغادر غرفة نومه الى ديوانه ومجلسه, حتى رآه وزراؤه على هذه الحالة وحاشيته, ولما أخذ مجلسه نظر الى الحضور في قلق وبدأ يقصّ رؤياه على الحاضرين [color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال:

اني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات, يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون }. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]43. 



كان مجلسه جامعا, فقد أرسل الى الناس وأهل العلم منهم والعرّافة والكهانة والنجامة والسحرة, وأشراف قومه. فلما توجه اليهم بالأمر وطلب أن يفسروا رؤياه وقال: 

يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون }. 



أجابوا جميعا اجابة واحدة قالوا فيها انها مجرد أحلام خاطئة وهي أشياء مختلطة عليك أيها الملك وأنت نائم, وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين, أي لا نعرف تفسير الأحلام لأنها مجرّد أشياء وأحداث مختلطة يتخيلها النائم في نومه. 



قطع كل هذه الأصوات صوت نبوا ساقي الملك الذي خرج من السجن منذ فترة وجيزة وقال في صوت واثق حازم بعد أن تذكر حاجة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]التى نسيها سنوات عديدة عندما قال له يوسف: { أذكرني عند ربك } أي عند ملكك. 



قال: أنا انبئكم بتأويل هذه الرؤيا وتفسيرها, وأعرف من يفسرها لك أيها الملك بدقة. فوافق الملك على طلب الساقي. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال الساقي: أرسلني الى السجن بعيدا عن المدينة, فبعثوه فأتى بيوسف فقال له: أيها الصديق الصادق في تفسير وتأويل الرؤيا أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف, وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع الى الناس لعلهم يعلمون. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام: تزرعون سبع سنين, فالسبع بقرات سبع سنين تزرعون فيهن فيأتي المحصول عاليا, وتكون هذه السنوات السبع الأولى سنوات خير, وعليكم بترك ما يزيد عن حاجتكم في سنبله حتى لا يفسد عند تخزينه فترة زمنية طويلة, لأن السبع سنوات التالية لها ستكون شديدة لا زرع ولا محصول فيها. فتأكلون ما تم تخزينه من السبع الأولى, فاذا حبستم بذور القمح في سنابلها ستجدونه سليما, تصنعون منه طعامكم ولا تحدث بينكم مجاعة أو هلاك. وأضاف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لرؤيا الملك شيئا من عنده يدل على ما أتاه الله من علم للغيب يتجاوز حتى رؤيا الملك التي فسرها تفسيرا صادقا تؤكده الأيام والسنون. 


[color:0926=rgb(255, 0, 255)]أضاف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قائلا: { ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون }. 


يغاث فيه الناس بالمطر والخير الكثير الوافر حتى أنهم في هذا العام يعصرون العنب خمرا والسمسم دهنا, والزيتون زيتا, وتحلب الألبان لكثرتها في ضروع الماشية, ويدل ذلك على كثرة النبات وعلى كثرة ووفرة الغيث, ونجاة الناس مما كانوا فيه من حاجة. 



وبهذا العام الذي أضافه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لرؤيا الملك الذي تحدث فيه عن سبع وسبع أي أربعة عشر عاما أضاف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عامه اظهارا لفضله, واعلاما لمكانته العلمية وبمعرفته لعلم الغيب الذي خصه به ربه كما خص عيسى بن مريم أيضا. 



عاد الساقي الى الملك الريان, وقص [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تأويل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لرؤياه والسنةالتي أضافها لرؤياه مما يدل على صدق ما فسر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأنه واقع بأمر الله لا محالة من ذلك. مما جعل الملك يشعربمكانة هذا الرجل الصالح والنبي الطاهر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الصديق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]السلام. 



6. خروج من السجن وبراءة عظيمة 



عرف الملك أن الذي قاله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لا بد وأنه واقع لا محالة, فقال لساقيه نبوا وحرسه وأصحاب السجن القائمين عليه: 

ائتوني به } اذهبوا وأحضروه فورا. 



خرج نبوا مسرعا من المدينة قاصدا السجن وقد عرف أنه تأخر على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ولم يذكره الا بعد بضع سنين. ولما وصل السجن دخل الى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مهللا فرحا سعيدا بخروجه من السجن ولكن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فاجأ صاحبه وقال: لن أذهب معك الآن واشترط لخروجه شرطا من الساقي أن يبلغ للملك, فقال يوسف: 

ارجع الى ربك فسئله ما بال النسوة التي قطعن أيديهن ان ربي بكيدهن عليم }. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]50. 



رفض [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الخروج حتى تصح براءته عند الملك مما قذف به واتهم به, ودخل من أجله السجن وهو بريء منه. 


رفض [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يخرج من السجن بعطف الملك, ويرميه الناس بعدها ويقولون: ذا الذي رواد امرأة مولاه. فأراد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يبين براءته, ويحقق منزلته ومكانته من العفة والطهارة والخير. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فلهذا قال لنبوا ساقي الملك: ارجع الى الملك [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقل له واسأله:{ ما بال النسوة التي قطعن أيديهن, ان ربي بكيدهن عليم }. 



فرجع رسول الملك نبوا من عند [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حاملا رسالته هذه, فلما سمع الملك كلام يوسف, دعا النسوة اللاتي قطعن أيديهن ومعهن امرأة العزيز, وقال لهن: ما شأنكن, وذلك أن كل واحدة منكن كلمت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في حق نفسها, فأجبن جميعا اجابة واحدة [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقلن: حاشا لله ما علمنا على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من سوء فهو شاب طاهر عفيف النفس حسن الخلق. 



ونهضت امرأة العزيز من وسط النسوة [color:0926=rgb(255, 0, 255)]وقالت: { الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه } وان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صادق ولم يكذب, فلما سمع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هذا الكلام وهذه البراءة من امرأة العزيز [color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال: ليعلم سيدي العزيز أني لم أخنه بالغيب كما قيل عني واتهمني الناس. 


فلما تبين للملك عذر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وبراءته, عرف أمانته وكفايته وديانته وعلمه وعقله, وقال: { ائتوني به أستخلصه لنفسي } فلما جاء نبوا الساقي ورسول الملك الى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][color:0926=rgb(255, 0, 255)]قال له: أجب الملك الآن. 



خرج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من السجن ودعا لأهل السجن بدعاء مشهور قال فيه: 

" اللهم عطف قلوب الأخيار, ولا تعم عنهم الأخبار " فهم أعلم الناس بالأخبار الى اليوم في كل بلدة. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]ولما خرج من السجن كتب على بابه:

" هذا قبر الأحياء, وبيت الأحزان, وتجربة الأصدقاء, وشماتة الأعداء " العرائس للثعلبي ص 111. 



ثم اغتسل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وتنظف وتطهر من درن السجن, ولبس ثيابا جديدة رائعة, وقصد الى قصر الملك الريان, فلما وقف باب الملك قال: حسبي ربي من دنياي وحسبي ربي من خلقه عز جاهه وجل ثناؤه ولا اله غيره. 



[color:0926=rgb(255, 0, 255)]فلما دخل على الملك قال: اللهم اني أسألك بخيرك من خيره وأعوذ بك من شره وشر غيره. 


فلما نظ
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى