"سيد جابر" طباخ السفينة المختطفة يحكى تفاصيل الأيام العصيبة 2011

بعد 11 شهرا من الخطف من قبل القراصنة


"سيد جابر" طباخ السفينة المختطفة يحكى تفاصيل الأيام العصيبة



الإثنين، 27 يونيو 2011 - 00:17





طباخ السفينة المختطفة بين أبويه



الشرقية – فتحية الديب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وسط مشاعر امتزجت فيها الدموع بالأفراح، استقبلت مدينة أبوكبير
بالشرقية "محمد" (27 سنة) أحد البحارة العائدين من الصومال بعد اختطافه
لمدة 11 شهرا من قبل القراصنة الصوماليين وبعد أن فقدت أسرته الأمل مرة
أخرى فى عودته منذ اختطاف السفينة "إم فى سويس" فى بداية أغسطس الماضى من
ميناء صلالة العمانى استقبلته أسرته وأصدقاؤه وجيرانه بالزغاريد
معلقين الأنوار والزينة على مدخل الشارع حامدين الله على عودته بعد غياب
لمدة 11 شهرا، مدة اختطافه، انتقلت "اليوم السابع" إلى منزله وروى سيد
"لليوم السابع" تفاصيل رحلته مع القراصنة الصوماليين فقال: لقد عشت 11 شهرا
فى عذاب، فكل شىء كان تحت تهديد السلاح منذ أن سافرت للعمل كمساعد طباخ
بشركة البحر الأحمر للملاحة "قاعور " على السفينة "إم فى سويس" مع 22 من
أفراد السفينة منهم 22 مصريا والباقى جنسيات مختلفة.

وعن قصة خطف السفينة يقول كانت السفينة قادمة من باكستان إلى أريتريا
محملة بشحنة أسمنت فؤجئنا أثناء الرحلة بطلقات نارية من على بعد 150 مترا
من السفينة من قبل بعض القراصنة الصوماليين بقصد الترويع واستمرت
المناورات أكثر من 5 مرات حتى تمكنوا من صعود السفينة، وتمكنوا من السيطرة
على غرفة القيادة، وبحوزتهم جهاز لاسلكى صغير، وكان عددهم 5 أفراد مسلحين
بجميع أنواع الأسلحة ثم استعانوا بـ 50 فردا آخرين، و بدءوا يتحكمون فى
اتجاه السفينة، ثم استقروا فى مكان أمام القبيلة التى يقتنون بها وبعد أكثر
من شهر ونصف من خطفنا حدث اتصال ومفاوضات بين محمد صبحى السكرتير المسئول
لعبد المجيد مطر صاحب السفينة، وتم التدخل من قبل الحكومة الباكستانية،
واستمرت المفاوضات لأكثر من 11 شهرا، كنا فى عذاب دائم لا يمكن وصفه، كنا
نشرب وننام ونقضى حاجتنا تحت تهديد السلاح.

وحول نوع الطعام المقدم خلال 11 شهرا، يقول (سيد) كان عبارة عن بطاطس
مسلوقة فقط لأغير وأصعب اللحظات التى مرت علينا هى أحداث الثورة المصرية،
وخاصة بعد تنحى الرئيس السابق فقدنا أى أمل فى دفع الفدية المطلوبة وبدأ
التنكيل بنا والتهديد بالأسلحة والحرمان من الطعام والشراب، وكان أصعب ما
فى هذه الأيام هو عدم وجودنا فى مصر، وكنا نتابع أخبار الثورة فى الراديو،
ولم نملك سوى الدعاء لهم ونحن فى هذه المحنة.

وحول آخر لقطة قبل انفراج الأزمة يقول: بعد التفاوض من الجانبين الباكستانى
والمصرى وبعد أن يأس القراصنة من الوعود الغير صادقة وعزموا على التخلص
منا تم تدبير الفدية المطلوبة بعد آخر فرصة أعطاها القراصنة لهم، وكانت يوم
11 من شهر يونيه الجارى وخاصة وبعدها بثلاثة أيام تم دفع الفدية، وجاءت
طيارة حربية صورت طاقم السفينة، وبعد التأكد من سلامتنا، والعدد بالكامل تم
تسليم المبلغ.

وبعدها قضى القراصنة يوما كامل يتحاسبون، وتشاجروا أكثر من مرة على المبلغ،
وبعدها تركونا وتعرضنا لعملية خطف أخرى فاشلة ثم محاولة لغرق السفينة،
وبعدها اتصل القبطان الباكستانى الجنسية بحكومته لكى ترسل لنا سفينة حربية
ترافقنا برحلة العودة، وخاصة أننا كنا نبحر فى جحر الثعابين، وبعدها وصلنا
على طائرة مصرية قادمين من باكستان عبر دبى إلى مطار القاهرة.